فضل علماء العرب والمسلمين على العالم...

علماء العرب والمسلمين

في عام 999 م الف ابو القاسم كتابه الخالد في الجراحة،هذا الكتاب الذي ظل قرونا عديدة اهم مرجع بل المرجع الوحيد في هذا الفن، كما عالج البيروني ارسطو العرب دوران الارض حول الشمس ،واكتشف ابن الهيثم قوانين الابصار كما اجرى تجاربه على اله تصوير مظلمة مستخدما مرايا وعدسات مخروطية واسطوانية وكروية.
في ذلك العام وهو عام التحول في العالم العربي اذ اذنت شمسه بالافول
كانت اوروبا ترتجف خائفة هلعة تخشى وقوع نهاية العالم فكانت تصرخ مولوله: الآن سياتي المسيح وينظم الكون بقوة النار
وفي نفس العام كان الشاب ابن سينا قد بلغ العشرين من عمره وقد اخذت شهرته تغزو العالم

ان هذه الطفرة العلمية الجبارة التي نهض بها ابناء الصحراء من العدم من اعجب النهضات في تاريخ العقل البشري فسيادة ابناء الصحراء التي فرضوها على الشعوب ذات الثقافات القديمة وحيدة في نوعها وان الانسان ليقف حائرا امام هذه المعجزة العقلية التي لا نظير لها
اذ كيف كان من المستطاع ان شعبا لم يسبق له ان يلعب دورا اساسيا او ثقافيا من قبل يظهر بغتة الى الوجود ويسمع العالم صوته ويملي عليه ارادته ويفرض عليه تعاليمه، وفي ومن قصير اصبح ندا لليونان .ان هذه المنزله التي بلغها العرب ابناء الصحراء لم تبلغها شعوب اخرى كانت احسن حالا وارفع مكانة

ان بيزنطة الوريثة الغنية لا للشرق القديم فحسب بل للثقافة اليونانية ايضا لم تنتج شيئا وظلت لليوم عاقرا. والسريان هم تلاميذ اليونان الحقيقيون وصلتهم الثقافة الحقيقية كما وصلت العرب، فترجم السريان كثيرال من المؤلفات اليونانية الى لغتهم السريانية الا ان السريان لم ينهضوا بما ترجموا ولم تتفتق هذه الترجمات وتلك العلوم عندهم عن حركة علمية او نهضة ثقافية عالمية

كما ان هذه النهضة لم تنبعث ايضا في ايران التي كانت ملتقى الثقافات الصينية والهندية واليونانية فقد استقبلت ايران كل هذه الثقافات ولم تطورها بالرغم من ان بيئتها الطبيعية وحالتها الاقتصادية ومستواها الثقافي تساعد على هذا التطور لكن الملاحظ ان العقلية الايرانية لم تنتج ولم تطور ولم تنهض الا عندما وجدت في بيئة اخرى وخضعت لمؤثرات ثقافية خاصة

ليست بيزنطة وليست بلاد السريان وليست ايران القنطرة التي كانت تصل بين الثقافتين الشرقية والغربية .اما الشعب الذي خلف الثقافة القديمة وحمل لواء النهضة العلمية الفكرية فهو شعب صحراوي قبض على صولجان الثقافة في العالم بسرعة البرق وظلوا حاملين الصولجان دون منازع لمدة لا تقل عن ثمانية قرون.