نظرة الرجل الى الجمال الروحي والجسدي للمرأة !!!

نظرة الرجل الى الجمال الروحي والجسدي للمرأة


مفهوم الجمال : ان مفهوم الجمال ، والفرق بين الجمال الروحي والجمال الجسدي حديث قديم لم يتفق فيه الفلاسفة والمفكرون على رأى .

فيقول أفلاطون : ” ان الجمال هو الصلاح ” ولكن وليم هاينز يخالفه فى ذلك فيقول : ” ان الجميل جميل ، سواء كان نافعا أو غير نافع ” ، ويبرهن على ذلك بأن ” الاسد ” له هيئة جميلة تجذب انتباه اغلب الناس رغم انه حيوان مفترس غير نافع .

ويقول بلوتونيوس :” ان الجمال هو الانسجام ” ومعنى قوله ان الجمال حالة فردية ، اى ان الشيىء قد يبدو جميلا فى نظر شخص ما ، ويبدو غير ذلك مع اخر وهو ما عبر عنه الشاعر الانجليزى حين قال : “الجمال فى أعين الرائى “

واذا سلمنا بصحة هذا الراى ، فما بالنا اذن نرى القمر والبحر والسماء والخير والفضيلة ، كل جميل فى ذاته . ؟

ويقول قدماء الاغريق عن الجمال الروحي :” ان الروح الجميلة هى التى ينسجم فيها الخيال مع العقل ” .. بينما يرى الشاعر الالمانى جوته : ” أنها التى يمتزج فيها الخيال مع العقل ” فمن رايه ان الروح الجميلة لا وجود لها بالعقل وحده ، لآن الانسان وحدة من عقل وجسد معا .

وأيا كان مفهوم الجمال عند الفلاسفة ، الا اننا يمكن ان نقول ، بناء على ارائهم المختلفة : ان الجمال ، روحيا كان او ماديا هو كل مايتصل بتحقيق التناسق والتوافق والانسجام .

* كيف يحب الرجل ؟ .. وكيف تحب المرأة ؟

من الغريب انه رغم ارتباط المرأة على مر العصور بمعانى الجمال والفتنة فى اذهان الشعراء والكتاب ، وبرغم ما شاع عنها من حدة العواطف والاحاسيس الا انها اكثر تفهما واعمق نظرة الى الجمال .

فالواقع يقول : ان المرأة تدرك الجمال بعقلها اكثر ماتدركه بحواسها بينما يعتمد الرجل على حواسه الى درجة كبيرة فى تفهمه الجمال واستكمالا لهذا المعنى يمكن القول كذلك : ان المرأة تحب الرجل بعقلها بينما يحب الرجل المرأة بحواسه .

ومن الشواهد التى تؤكد ذلك انه قلما يحب الرجل امرأة لمجرد عظمتها او تفوقها فى مجال من المجالات او فضيلتها ، دون ان يعنيه جمالها المادى .. بينما نجد ان المرأة تحب الرجل لنبوغه وتفوقه او لفضيلة فيه وهى تتجرد عادة فى ذلك عن كل ما يستهويها ماديا .

* الفرق بين الرجل الاحمق والرجل الناضج : ليس معنى ماسبق ان الرجال جميعهم لا يؤمنون بالجمال الروحي ولكنه من الملاحظ ان تفهم الجمال الروحى وتذوق حلاوته لا يستهوى عادة الا الرجل الناضج فكريا وثقافيا والمتمسك بالمثل العليا او كلما تقدم الرجل سنا بوجه عام .

وعكس ذلك قد يكون صحيحا على وجه كبير ،اى ان الجمال المادى وحده بصرف النظر عن جمال الروح ، والذى يتمثل فى حسن الخلق والطبائع السوية ، لا يستهوى عادة الا الرجل الاحمق الضعيف الخلق ، والذى لا يدرك مدى حماقته وسوء اختياره الا بعد ان يمل هذا الجمال ولا يبقى له سوى الطباع المنفرة ، لذلك يتجلى صدق من قال : ان ادراك الجمال الحقيقى وتمييزه من الجمال الزائف ، اختبار لآخلاق الرجال .

http://www.manartsouria.com/up//uploads/images/manartsouria.com-267bf669bf.jpg

* مفهوم المرأة الجميلة .. عند أغلب الرجال : بعض الرجال اذا كانوا يقدمون جمال الروح على الجمال المادى ، واذا كان غيرهم يعكسون الامر .. فلا شك ان اغلب الرجال يسعون للمراة التى يمتزج فيها الجمال الروحى بالجمال المادى . فعشق الجمال المادى فى حد ذاته أمر لا يستطيع ان ينكره اغلب الرجال ، ولا شك ان هذا الجمال مقدمة حسنة لصاحبه ، لكنه فى نفس الوقت فان اى رجل عاقل لا يؤثر امراة بالغة الحسن تفتقر الى الخلق والحياء ، على اخرى اقل منها جمالا ولكنها عفيفة صالحة .

ومن ذا الذى ينكر ان هناك صفات روحية خفية تشع من وجه المرأة فتكسبها جمالا لا يعادله جمال مادى ، ان المرح والقناعة والحنان والعفة والطهر والذكاء وحب التضحية وأمثالها من الفضائل متى اجتمعت كلها او بعضها فى المراة فانها جديرة بان تخلع عليها ثوبا من الجمال قد يستحوذ على قلب الرجل اكثر من تأثره بالجمال المادى .

ماذا قال معلم الانسانية صلى الله عليه وسلم عن المراة المثالية؟

ومهما طال الحديث عن صلاح المراة ومثاليتها فان اعظم ماقيل عن المرأة الصالحة هو ماذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أى النساء خير؟ روى عن ابى هريرة رضى الله عنه انه قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أى النساء خير ؟ قال : ( التى تسره اذا نظر ، وتطيعه اذا أمر ، ولاتخالفه فى نفسها ومالها بما يكرهه ) . اخرجه النسائى فى كتاب النكاح باب ” أى النساء خير ؟ ” – انظر سنن النسائى 68/6 ، واحمد فى مسنده 251/2 ) .

وعن ابى امامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم : ” مااستفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل ، خيرا له من زوجة صالحة ، ان امرها اطاعته ، وان نظر اليها سرته ، وان اقسم عليها ابرته ، وان غاب عنها نصحته فى نفسها ومالها ” .

وعن ابى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” تنكح المراة لآربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك “.

كما قال صلوات الله عليه وسلامه :” من تزوج امراة لعزها لم يزده الله الا ذلا ، ومن تزوجها لمالها لم يزده الا فقرا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها الا ان يغض بصره ويحصن فرجه او يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه “.

وينصح صلى الله عليه وسلم امرا وناهيا فى قوله :” لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن ان يرديهن ، ولا تزوجوهن لآموالهن فعسى اموالهن ان تطيغهن ولكن تزوجوهن على الدين ولآمة سوداء خرماء * ذات دين افضل .. “

خلاصة القول : انه اذا لم يكن الا الجمال ، من غير دين .. فلا .

واذا لم يكن الا المال من غير دين .. فلا .

واذا لم يكن الا الحسب من غير دين .. فلا .

اما اذا كان مع الدين جمال ، ومال ، وحسب فبالاولى ولكن مع ذلك يستهدف الدين او لا .

واذا كان هذا هو وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمراة الصالحة المتدينة فانها ولاشك موجودة فى البيئة الصالحة الطيبة . فان كان رب البيت من الصالحين الآتقياء ، فلابد ان تكون بناته من العفيفات المتدينات ، ولهذا نصح الشاعر المسلم بقوله :

وان تزوجت فكن حاذقا واسأل عن الغصن وعن منبته

واسأل عن الصهر وأحواله من جيرة الحى وذى قربته

ثمرة اختيار الزوجة العفيفة الصالحة :

كان اسلافنا الصالحون حراصا على ابتغاء ذات الدين ، مهما تكن مفتقرة الى الحسب والنسب والمال والجمال .

واية ذ لك صنيع عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – والذى لم يكن فوق سلطانه سلطان الا رب العالمين . فقد عرض الزواج من ابنة بائعة لبن على ابنائه لانها كانت ذات دين يكفها عن غش اللبن وزاد فى عرضه على ابنائه بأن قال : ان لم يتزوجها احدكم تزوجتها انا ، فتزوجها ابنه ” عاصم ” ، تأدبا بأدب رسول الله فى حديثه الشريف فاظفر بذات الدين تربت يداك ).

وقد كان من يمن هذا التصرف الكريم ان جاء ثمرة هذا الزواج ، خليفة لاتعرف الانسانية له نظيرا فى عدالته وزهده وسعادة رعاياه به . انه خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز – رضى الله عنه .


المصدر : ك . د . ايمن الحسينى