ربما تنتاب الرجل الغيرة من نجاح زوجته ، ويظهر ذلك جلياً إذا كانا يعملان في نفس المكان ، أو إذا كانت الزوجة أعلى منه مرتبة في نفس نوع العمل. والحقيقة أن نجاح الزوجة فى العمل هو نجاح للزوج نفسه بعدما أتاح لزوجته فرصة وجوا مناسبا لهذا النجاح.
ولكن الزوج غالباً ما لا يظهر ضيقه بنجاح زوجته بشكل سافر ، وإنما يلجأ إلى طرق أخرى قبل محاولة فرض سيطرته في داخل البيت أكثر من ذي قبل ، وخاصة على الزوجة وحتى في أمور بسيطة جداً ،كما يلجأ إلى تكثيف الانقادات على الطعام والشراب و الثياب و نظافة البيت، أو إلى التدقيق في ساعات الخروج والعودة أو محاولة إلصاق تهمة كالتقصير في تدريس الأطفال أو متابعة شؤونهم المدرسية .
وينبغى أن يضع الرجال أمام أعينهم عدة اعتبارات شخصية منها أن نجاح زوجته فى جانب العمل الذى تمتاز به زوجته ليس هو النجاح الكامل فهناك جوانب أخرى اجتماعية وثقافية قد يجد نفسه متفوقا عليها فمثلا قد يكون له علاقات اجتماعية أفضل من زوجته بسبب انشغالها الدائم بعملها وأيضا هناك جوانب ثقافية ومعرفية من الممكن أن يكون هو متفوق فيها فهناك قدرات ونقاط مختلفة .
ولا ينبغى أن ينظر الرجل لزوجته فى نجاحها على محمل التنافس أو الغيرة فكلاهما مكمل للآخر وكلنا بشر وكل اثنين يختلفان فى طريقة النجاح والايجابيات كما قد يختلفان فى طريقة الفشل والسلبيات وكذلك قد يتفقا فى بعض الأمور فما الداعى للقلق أو التوتر بشأن الجانب الآخر لذا يجب على الزوج ألا يمنع زوجته من العمل طالما عملها لم يؤثر على دورها فى القيام بمهامها وأعبائها المنزلية حتى لا يكون هذا النزاع الفكرى أيضا سببا أساسيا فى الانفصال فيما بعد
وعموما على المحبة والاحترام ينبني الزواج الناجح ، ونجاح أي فرد في العائلة هو نجاح لكل العائلة ، وإخفاقه هو إخفاق لكل العائلة فليفخر الزوج بنجاح زوجته في العمل ، ولتفخر الزوجة بنجاح زوجها في العمل ، وليحتفل الزوجين بنجاحهما باستمرار ، ذلك أدعى لاستمرار مركب الزوجية بسعادة وهدوء .