إذا تحدثنا عن أشياء أو تصرفات تخشى المرأة فعلها أمام الرجال فهذا أمر طبيعي ومعتاد لأن المرأة بطبعها حريصة جدا على الظهور أمام الرجل في الوضع المثالي، كما أنها هوائية بعض الشيء فلا عجب إذا فعلت هذا أو ذاك لأن الرجل سيتفهمها ويحاول احتواءها، لكن يختلف الأمر تماما عندما تنقلب الآية.
تعالو نتذكر المباديء التي رسخها المجتمع في عقولنا عن الرجل وهي:
- الرجل لا يخاف؟
- الرجل لا يضعف؟
- الرجل لا يخشى امرأة؟
لقد انكشف القناع عن أسطورة "الرجل وكلمة لا" لنكتشف معا أن هناك أشياء يخشى الرجل فعلها أمام امرأته سواء كانت زوجته أو خطيبته، مما يعني أنه يفعلها في غيابها أو من وراء ظهرها.
يخشى التواصل بحرية عبر الفيسبوك:
يتواصل الزوج مع أصدقائه وتتواصل الزوجة مع أصدقائها عبر الفيسبوك ويحدث ذلك أمام بعضهما البعض، لكن الحقيقة أن الرجل يخشى فعلا استخدام الفيسبوك في حضور زوجته فلا مفر من وجود صديقات له وهذا بالطبع يثير حنق الزوجة وغيرتها بشدة، فإذا قبضت عليه وهو متلبس بالحوار مع امرأة عبر الفيسبوك تبدأ في طرح سيل هائل من الأسئلة ومن بينها:
- لماذا تتحدث مع هذه المرأة؟
- هل أنت معجب بها؟
- منذ متى وأنت تتواصل معها؟
- هل هي زميلتك في العمل، وإذا كانت ألا يكفي العمل؟
تبا للفيسبوك فقد أصبح أحد أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق مما يجعل الرجل قلقاً جدا من أن تراه زوجته على هذا الموقع، لذلك يقول لنفسه الباب الذي تأتي منه الرياح عليك غلقه لتستريح.
يخشى مشاهدة أي عرض أو فيلم أنثوي:
لا يستطيع أي رجل أيا كان إنكار هذا وهو أنه يخشى جدا أن تراه زوجته ممسكاً بريموت التلفاز يتأمل في امرأة في غنوة ما أو عرض تليفزيوني أو حتى فيلم أو مسلسل، وإذا تجرأ وفعل هذا يحول القناة فور شعوره بقدومها حتى لا يفتح على نفسه أبواب جهنم ومنها:
- إثارة غيرتها.
- يشعرها بأنه غير راض عنها ويشعر معها بالنقص مما يجعله يشبع رغباته في النظر لنساء أخريات.
- تهتز صورته الجدية المزيفة أمامها وهذا يعطيها فرصة لابتزازه.
- تفقد ثقتها واحترامها له.
قد يتخيل البعض أن نظر الرجل إلى امرأة أخرى بصورة شهوانية شيء بسيط لا يستحق كل هذه الثورة، لكن الحقيقة أنه تصرف غاية في السوء له نتائج كبيرة جدا تحتاج إلى صفحات للتحدث عنها، ويكفي أن تعلموا أن أحدها احتقار الزوجة لزوجها وهذا يكفي لتدمير الحياة الزوجية مهما كانت فيما سبق هذا الحدث قوية.
يخشى التعبير عن الألم:
يمثل الرجل بالنسبة لعالم المرأة رمزا للقوة والجلد حيث تترك له كل الأعمال التي تحتاج إلى سمات رجولية مثل رفع الأثقال المنزلية، قضاء المهمات الصعبة من أي نوع بلا شكوى أو كلل، وكذلك إذا جرح وهو يؤدي أي عمل أو اصطدم ذراعه أو قدمه بشي ما عليه أن لا يقول الآه حتى لا يغير فكرتها عنه أو يجعلها تعتقد أنه إنسان ضعيف.
من الأقوال الدارجة في مجتمعاتنا إذا تألم الرجل أمام أحد يكون الرد المباشر له كلمة "استرجل".
يخشى البكاء:
إنه أمر محزن لكنه حقيقي، يخشى الرجل ويشعر بالخجل من البكاء أمام أي امرأة حتى زوجته التي من المفترض أن تكون أقرب الناس إليه ولا يكون بينهما حدود أو تحفظات، حيث يتجنب الرجل تماما سقوط دموعه أمام الجنس اللطيف لأنه يرغب أن يكون حامي الحما بالنسبة لها ويتطلب هذا القوة.
وبما أن البكاء نوع من الضعف من وجهة نظر الجميع رجالاً كانوا أو نساء وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية التي تحرم بكاء الرجل وتعتبره خرقاً لرجولته وكيانه وكأن الدموع كالمادة التي تسقط على تمثال الرجل وتسبب له الذوبان والتلاشي، لذا عليه تجنب ذلك.
يخشى السؤال عن مكان ما أو طلب المساعدة في حضورها:
يحكي رجل من أرض الواقع أنه يخشى حقا السؤال عن اتجاه مكان معين وهو برفقة زوجته أو حتى طلب المساعدة من أحد، حيث يميل الرجال عموما أن يكونوا في وضع المسئولية وكيف يكون هو القائد ثم يسأل، كيف يكون من له القوامة ثم يلجأ لمساعدة أحد أمامها.
إنها أفكار غبية لكنها واقعية لأنها المباديء التي تربى عليها الرجال حتى جعلتهم يضعون أنفسهم في إطار معين لا يمكنهم الخروج منه أمام المرأة.
يخشى بدء شجار مع رجل آخر في وجودها:
شيء مثير للضحك، قد تعتقدون أن الرجل يخشى بدء شجار مع رجل آخر في وجودها حتى لا يسبب لها الانزعاج أو القلق عليه، لكن الأمر مختلف تماما فالهدف الخفي هنا هو خوفه من أن يكون هو ضحية الشجار ويكسب الطرف الآخر المعركة مما يجعله يبدو في صورة الضعيف المهزوم الذي لا يستطيع حمايتها أو يدافع عنها وبعد أن كان من وجهة نظرها أسداً مغواراً يتحول إلى فأر منهار.
الجلوس بجوار امرأة في وسائل المواصلات:
يتجنب الرجل تماما الجلوس في وسائل المواصلات بجوار امرأة عندما تكون زوجته برفقته حتى لو لم يكن هناك مكان فارغ غيره، وإن كان في قمة الإرهاق وبحاجة إلى الجلوس ولو لدقيقة، وكأن الرجل والمرأة الأخرى خامتان تساعدان على الاشتعال لذلك يبتعد عن إشعال نيران زوجته حتى لا يحترق بها.
غلق أو فتح الهاتف بصورة غير معتادة:
أمر محير جدا يشعرني بالإشفاق على الرجل، إذا أغلق هاتفه الجوال وهو مع زوجته تقول له "ليه قافل تليفونك أكيد خايف يجيلك اتصال معين وأنا معاك وأكيد هتكون واحدة ست" ولو فتح التليفون هتقول " أكيد انت مستنى مكالمة مهمة جدا وطبعا من واحدة ست" .. لا تعليق.
دخول الغرفة وغلق الباب وهو يتحدث على الهاتف:
لا يستطيع الرجل دخول غرفته للتحدث على الهاتف إذا كان ينتظر مكالمة هامة من عميل أو مدير أو زميل في العمل ويقوم بإجراء الحوار أمام زوجته، لأنه إذا دخل وأغلق الباب عليه أثناء الحديث على الهاتف يجن جنون المرأة وقد تنهال على الباب وتحطمه لتكتشف السر الذي يخفيه عنها، لأن التصور الأول الذي يخطر ببالها أنه يخونها ويتحدث مع امرأة أخرى وإذا حدث ذلك عليه تحمل العواقب.
ملحوظة
أعزائي القراء، قد تعتقدون أنني أقصد بهذا الموضوع السخرية من الرجل أو أختلق هذه المواقف من مخيلتي، لا والله إنها اعترافات على لسان الرجال أنفسهم قمت بجمعها، ورغم كونها تصرفات سلبية من وجهة النظر السطحية، لكن إن تعمقنا في الأمر قد تكتشفون أنها في صالح الرجل وتزيد من رصيده أمام المرأة هذا إن اعتبرنا أنه يتجنب مثل تلك التصرفات السابق ذكرها لأسباب نبيلة مثل:
- مراعاة شعور الزوجة مما يدل على تمتعه بالذوق.
- نوع من الغيرية وهذا دليل على التضحية بما يحب هو تجنبا لإثارة غضب من يحب.
- حفاظا على التماسك الأسري لأنه يعلم أن قيامه بأي من تلك الأعمال قد يوصله للطلاق.
- منح الزوجة الرجل المثالي الذي طالما حلمت به وعدم تشويه مثل هذه الصورة في عينها خوفا من تعرضها للصدمة أو خيبة الأمل.
- حرصا منه على صحة زوجته الجسدية والنفسية معا لأن مثل هذه الأشياء قد تصيبها بضغط الدم المرتفع، السكري، السكتة القلبية أو الخلل العقلي والهلوسة.