لماذا لم يعد هناك زوجان يحبان بعضهما البعض؟!

لماذا لم يعد هناك زوجان يحبان بعضهما البعض - رجل امرأة حزينان الفراق الطلاق الانفصال يقطع العلاقة - sad couple man woman

لا تتسرعي عزيزتي في مهاجمتي، وقبل الصدام أريدك أن تهدأي قليلا وتجيبيني على الآتي: هل أنتِ وزوجك الآن كما كنتما عليه أيام الخطوبة؟ هل حياتكما الآن كأول أيام الزواج؟ هل اقتصر شهر العسل على أن يكون شهرا فقط دون تكرار؟ أين هو من الورود والهدايا؟ أين أنت من الكلام اللطيف والتزيين والتطيب؟ هل أصبح المطبخ والأطفال هما شغلك الشاغل؟ هل يقضي هو معظم وقته في المنزل أم خارجه؟
 
أظن أنكِ أصبحت في صفي الآن، ولكن ما شغلني حقا هما كلمتان .. لمـــــــاذا وكيــــــــف؟؟؟
الجفاف العاطفي
الزواج عشرة وحياة بين رجل وامرأة، خلق الله لكليهما شخصية مختلفة عن الآخر، وشبه "جون جراي" العلاقة بينهما ـ في كتابه المشهور الرجال والنساء والعلاقات بينهما -  كالعلاقة بين كائنين كل منهما من كوكب مختلف، فالرجال كانوا يعيشون في كوكب المريخ والنساء كن يعشن في كوكب الزهرة، وقررا لقاء بعضهما البعض كأزواج في كوكب الأرض، كل منهما يدرك أن للآخر طباعا وسلوكيات تختلف عنه، لذلك وجب أن يتعايشا ويفهم كل منهما الآخر.
 
وقد خلق الله تعالى الأنثى بعاطفة جياشة، تهوى الحب والرومانسية في علاقتها بشريك حياتها، وبالتالي كان على الزوجة الدور الأكبر في تجديد حياتها الزوجية، بل والتخطيط لذلك خاصة مع زيادة أعباء الحياة من الناحية الاقتصادية؛ مما جعل على الزوج عبئا كبيرا لتوفير سبل المعيشة، والتجديد هنا لا يعني أبداً أن يبحث أحد الزوجين عن شريك آخر بدل الشريك الحالي، بل المقصود بتجديد الحياة الزوجية هو إصلاح العيوب التي تعاني منها العلاقة بين الزوجين، لكي تبدو حياتهما في صورة جديدة أجمل.
 
فحينما نبحث عن السبب الحقيقي وراء هذا الغياب لمشاعر الحب عن الحياة الزوجية نجد أن الأزواج يظنون أن الحب انفعال وتأثر، وطالما أنهم لا يشعرون به فإنه لا مجال لفعل شيء لإيقاظه أو لإحيائه بين القلوب، بل ويلقي كل من الزوجين المسئولية الكاملة على الطرف الآخر- وهنا تكمن المشكلة- كما أن وجود الأولاد في حياة الزوجة وكثرة أعبائهم تجعلها كثيراً ما تتناسى مهامها تجاه الزوج، بل وتعتقد بعضهن أن الأولى هم الأبناء، بل وإن بدأت الخلافات تظهر بينها وبين زوجها تفضل رعاية أبنائها عن تلبية احتياجات زوجها، غير عابئة بالتفكير في سبل التوفيق بين شئونهما.
 
وقد يرجع البعض هذا الأمرلاختلاف البيئات الثقافية والاجتماعية، وكذلك الفوارق العمرية بين الزوجين في نشوء الفجوات بينهما، ومن ثم الجفاف العاطفي، لكن يجب أن يدرك هؤلاء أن الحب بين الزوجين يحمل طابعاً خاصاً، لاسيما الذين مر على زواجهما سنين وأعوام، فهو حب لا يعوقه عائق مهما كان.
 
لكن أحياناً عندمايكون الفارق في السن كبيراً بينهما، والزوج يرى نفسه رجلاً كبيراً ـ لا يصح له أن يعيش لحظات الحب أو الرومانسية ـ تشعر الزوجة بالضيق، وتعتقد أنها تفقد الحب مع شريك حياتها، فهذه ليست مشكلة، إنما يكون دور الزوجة في تأجيج مشاعر الحب بينها وبين شريك حياتها الذي اختارته هي ووافقت به زوجاً وحبيباً لها، والرجل مهما كبر سنه فله قلب يلين مع زوجة متميزة.
 
أما عندما نتحدث عن البرود العاطفي بين الزوجين فنحن نفترض أن هناك قدرا من المشاعر أصلا بين الزوجين، والحقيقة أن كثيرا من الناس يعتقدون أنه من العيب أن تعبر عن مشاعرك تجاه شريك حياتك، فالمرأة ترى أن هذا لا يتوافق مع أنوثتها، والرجل يرى في ذلك قدحا في رجولته.. لذلك يبقى كل منهما مخفيالمشاعره ويكتفي بالتعاطف عند المرض أو الحاجة أو تلبية الحاجيات الضرورية من مأكل ومشرب وخلافه.
 
والقليل من الذين يجدون مشاعرا جياشة تجاه شركاء حياتهم ويجيدون التعبير عن هذه المشاعر لا يبذلون جهدا في الحفاظ عليها أو التعبير عنها.
 
إن ما يحدث هو أن هؤلاء تأخذهم زحمة الحياة والعناية بالأولاد والشعور بأن الطرف الآخر متأكد من المشاعر ولا يحتاج إلى التعبير عنها.
 
والحقيقة أن هذا هو مصدر الخطر، فالإنسان يحتاج إلى أن يسمع عبارات الثناء والإطراء والحب مهما كبر سنا أو مقاما، والكف عن ذلك يؤدي إلى سوء الأداء في الأعمال والذبول العاطفي بين الزوجين.
 
وهذا ما يدعو المرأة للشعور بالفراغ العاطفي والنفسي وثقل المسؤولية وعدم الاهتمام بنفسها وزينتها وهو ذات السبب الذي يجعل الرجل يغرق نفسه بالعمل والعلاقات الاجتماعية خارج المنزل وقد ينزلق في علاقات غرامية محرمة أو يفكر في الزواج من أخرى.
 
فلا الرجل حقيقة يستمتع بكونه "أبو العيال"، ولا المرأة تستمتع بكونها فقط "أم العيال" فالرجل يهوى أن يكون دائما فارس الأحلام مهما شاب أو كبر "كرشه" والمرأة تهوى أن تكون فتاة الأحلام وأن تسمع الغزل من زوجها، مهما شابت شعراتها أو تجعدت أهدابها.
 
إن الانغماس في دور "أبو العيال" و"أ م العيال" خطير على الحياة الزوجية والنفسية للزوجين، فلا الزوج خلق ليكون عائلا فقط ولا الأم خلقت لتربي وتلد وتطبخ، هما في الأصل وقبل كل شيء رجل وامرأة، ويجب أن يحافظا على هذه الصورة بكل الوسائل، ولعل الآية الكريمة التي وصفت العلاقة بين الزوجين بالمودة والرحمة كانت الأدقفي وصف هذه العلاقة التي لم تتطرق إلى دور الوالدين.
 
فالمشكلة أن البرود العاطفي إذا لم يتداركه الزوجان من البداية فسوف يزداد سوءا مع مرور الوقت، وهذا بدوره يؤدي إلى اتساع الهوة بين الزوجين، ويصبح كل منهما منتظرامن الآخر مبادرة بالإصلاح، وتستمر درجة الحرارة في الانخفاض حتى تصل إلى مستوى التجمد العاطفي، عندها يكون لزاما على الزوجين أن يبذلا جهدا مضاعفا في تكسير الثلج المتكون، هذا إذا كانا يريدان أن تعود العلاقة إلى سابق حرارتها وحيويتها التي كانت في بداية الزواج.
 
ومما يؤيد ذلك أن هذه العلاقة المتجمدة لو تعرضت لمواقف ساخنة ذات درجة حرارة عالية لرأيت بوادر ذوبان هذا الجليد المتراكم في تصرفات الزوجين حتى لو كانت هذه المواقف بغير اختيارهما، فالكثير من الأزواج رجالا، ونساء يشكون أن الشريك لا يلتفت إلى شريكه إلا عند وقوع الأخير في مصيبة أو مرض، ومع ذلك يجدون من هذا الالتفات والقرب والمواساة بلسما يخفف مصابهما وآلامهما الناتجة عن المرض .. فليت شعري إذا كان للعاطفة "الإيجابية" هذا التأثير فلماذا يحرم الأزواج أنفسهم من هذه النعمة العظيمة والتي توصلهم إلى السكن والاستقرار النفسي الذي هو الغاية من الزواج، كما جاء في القرآن الكريم: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجالتسكنوا إليها).
 
الطلاق .. ترى ما السبب
لو فكرنا قليلاً في أسباب الطلاق لوجدناها محصورة في أسباب رئيسية، هي غالبا:
- عدم وجود الحب بين الزوجين: 
وفي هذه الحالة يمكن أن تستمر الحياة بينهما كمان يمكن أن يتولد الحب بينهما مع الأيام فلا يجب عليهما التعجل في الطلاق بسبب ذلك. أما إن شعرا باستحالة ذلك مع النفور الشديد وانعدام إمكانية العيش معاً رغم مرور الوقت فلا بأس حينها من التفكير في الانفصال.
 
- وجود صفات سيئة في الزوج: 
وهي على نوعين بعضها يمكن الصبر عليه ومحاولة تغييره مثل الفقر أو قسوة الطباع والعصبية أو كثرة الخروج من المنزل وعدم الاهتمام ولا يمكن اعتبارها أسباباً للطلاق ويجب على الزوجة أن تنظر لمن هم أسوأ من زوجها في ذلك وتحمد الله على نصيبها.
 
أما بعض الصفات فهي مصائب تدخل ويجب الأهل لنصح الزوج وتهديده إن لم يتركها مثل الشرب. وترك الصلاة وارتكاب المعاصي أو وجود مرض نفسي شديد، فلا يجب أبداً السكوت عنها.
 
- العناد والتحدي: 
وهذا السبب خرب بيوتاً كثيرة، إذ كم من امرأة (ركبت رأسها) وأصرت على الطلاق لسبب سخيف، أو أصرت على عنادها حتى هدمت بيتها. 
 
لذا فعلى كل متزوجة تبحث عن السعادة ودوام المودة أن تزيل من رأسها مبدأ الكرامة والكبرياء والتحدي، لأن هذه المصطلحات لا مكان لها في التعامل مع الزوج، بل هي مواد خطرة قابلة للانفجار في أي لحظة!!
 
- عدم التكافؤ: 
سواء في الدراسة والثقافة أو اجتماعياً، وهذا ليس سبباً وجيهاً، إذ رغم أن التكافؤ أدعى للمحبة والتقارب إلا أن عدم وجوده ليس مانعاً للحب، فكم من امرأة أمية عاشت بسعادة مع زوج مثقف، وكم جامعية عاشت بسعادة مع زوجها الذي لا يحمل سوى شهادة الابتدائية. 
 
فعدم التكافؤ لا يمنع أن يكون الطرف الآخر أكثر فهماً لشريكه من أي شخص آخر في مثل مكانته، كما أن الإنسان قد يرتاح للشخص بسبب روحه وطبعه لا بسبب ثقافته أو دراسته.
 
- دلع البنات: 
لقد أصبحت أسباب الطلاق في الزمن الحالي تثير العجب، فمن زوجة تطلب الطلاق بسبب اسم المولود، إلى أخرى تغار من جلوسه على كمبيوتره، إلى ثالثة تصر على الطلاق بسبب رفضه لأن تعمل خارج المدينة، وأخرى لأنها تريد خادمة، أو تلك التي تريد المزيد من الاهتمام بمشاعرها!
 
إن مثل هذه الأسباب الواهية، تجعلنا نستغرب من طريقة تربية بعض بناتنا اللاتي لا يعرفن الصبر، مع شدة تأثرهن بالإعلام.. إذ أنهن على أتفه الأسباب تصرخن بكلمة (طلقني) وكأن الحياة الزوجية لا قيمة لها، وكأن الطلاق أمر سهل.. ولا أبسط منه!!
 
وبالطبع توجد أسباب أخرى كثيرة، لكن يجب على كل مقدمة على الطلاق أن تفكر ألف مرة فيما إذا كان هناك مجال للصبر والتعايش مع الوضع، وفيما إذا كان هذا السبب يستحق أن تترك زوجها من أجله.
 
وفي نفس الوقت يجب عليها ألا تتردد كثيراً في هذا القرار إذا شعرت أنه لا مجال للاستمرار، وأن حياتهما في طريق مسدود، كما في حالة لو كان مدمناً مثلاً، أو مريض نفسياً بشكل لا يمكن علاجه بسهولة.
 
عمر الحب
يقول كثير من الباحثين في العلاقات الإنسانيةإن الحب الذي يشعر به الإنسان هو إفراز كيميائي يصدر من غدد في مقدمة الرأس تولد شحنات من الطاقه والعواطف .. ولكن إفرازاتها لايمكن أن تستمر إلي الأبد "مثل طاقة شحن الجوال" فلها عمر ينتهي، ولكن هذه للأسف لايمكن إعادة شحنها ..!!
 
وقد قدرت بعض الدراسات أن عمر الحب لايمكن أن يتجاوز ثلاث سنوات، وفي هذا يقول الباحث الأمريكي وليام روبسون: 
عندما يصل الحب إلي نهاية عمره الافتراضي وهو ثلاث سنوات، يصبح نوره خافتا ويتطلب ذلك عاما رابعا ليصل كل من الشريكين إلي فهم وإدراك هذه الحقيقه المره ..!!
 
وللأسف قد يتحول ذلك الحب الكبير لدي بعض الناس بعد هذه السنوات الثلاث إلى كراهية ونفور وإهمال وعدم اهتمام، وقد يحدث في أحيان كثيرة أن يحاول أحد الطرفين الخلاص من شريك حياته، بينما يتحول لدي البعض الآخر إلي علاقةإخلاص ودفء، ولكنها ليست علاقه حب أبدا ..!!
 
وهنا يختلف الناس بعد تلك السنوات الثلاث حسب مجتمعاتهم وبيئاتهم .. فهناك من يعتبر أن عدم محبة الزوجين لبعضهم البعض فضيحة من العيار الثقيل ..!! وهؤلاء يقومون بأدوار تمثيلية من أجل حفظ ماء الوجه، والظهور أمام الآخرين فقط بأنهم مازالوا يحبون بعضهم البعض .. وفي الواقع كله تمثيل ..!!
 
بينما هناك من لايبالي في الإعلانعن أنه لم يعد يحب شريك حياته أبدا .. ويتعب نفسه في خلق القصص والأقاويل وتلفيق التهم من أجل أن يعذر نفسه ..!! ولكنه في واقعه لايعرف أن الحب قد انتهي عمره الافتراضي ..!!
 
وتدعم هذه الحقيقة المرة بمانرى ونسمع أيضا من زواج المشاهير في الفن والرياضةوالإعلام.. ومانسمع من قصص الحب الشهيرة، ونسمع أيضا أنه تم الانفصال والطلاق في فترةأغلبها لايتجاوز ثلاث سنوات، فعلاقاتهم تبدأ مثيرة وملتهبة لكنها تنتهي هكذا فجأة ..!! 
 
لهذا ننصح المتزوجين حديثا عن طريق الحب أن ينتبهوا لهذا وأن يضعوا خططهم لتقليل الخسائر بعد ثلاث سنوات ..!! أما من مضى على حبهم ثلاث سنوات فعليهم أن يبذلوا مافي وسعهم لإعادة ولو شيئا يسيرا من الحرارة لعلاقتهم، حتى تستمر ولو بالود والاحترام والعاطفةوشيئا يسيرا مما تبقي من الحب إن كان قد تبقي منه شيء ..!!
 
قالوا في الزواج
- إننا نتزوج لنسعد الآخرين لا لنسعد أنفسنا.
 
- قرأت أخيراً أنّ الحب هو أمر مرده الكيمياء، هذا لابدّ أن يكون السبب في أن زوجتي تعتبرني من النفايات السامة.
 
- الزوجة الجيِّدة هي التي دوماً تسامح زوجها، عندما تكون هي المخطئة.
 
- بعد الزواج يصبح الزوج والزوجة كوجهي عملة، لا يستطيعان مواجهة بعضهما ومع ذلك يبقيان معاً.
 
- قبل الزواج لا ينام الرجل مفكراً في كلام قالته المرأة، وبعد الزواج ينام فوراً قبل أن تكمل كلامها معه.
 
- الزواج هو الشيء الوحيد الذي ينقل المرأة من عالم الخيال إلى عالم الواقع.
 
ذكريات الخطوبة الحل الأمثل لنهاية ملل العلاقة الزوجية
يسود الملل والرتابة الكثير من العلاقات الزوجية في ظل ضغوط الحياة العصرية واحتياجات البيت والأسرة؛ حيث تقل الحوارات واللحظات الحلوة بين الزوجين بعد أن كانا يقضيان وقتاً طويلاً وجميلاً مع بعضها البعض خلال فترة التعارف والخطوبة.
 
ولإعادة النبض إلى الحياة الزوجية، تنصح عالمة النفس افليسيتاس هاينه من مدينة هيركسهايم، الطرف الذي يشعر بالرتابة والملل بأن يُذكّر شريك حياته بفترة بداية علاقتهما، كأن يذكره بالأماكن التي كانا يحبان التردد عليها سوياً والأشياء المشتركة التي كانت تجمعهما والوعود والعهود التي قطعوها على أنفسهما.
 
وبحسب تصريحها لوكالة الأنباء الألمانية فإنه وإذا وجد الطرف الذي يشعر بالملل استجابة ضعيفة من شريك حياته، فتنصحه هاينه بأن يناقش معه موضوع رتابة العلاقة بكل صراحة ووضوح، مع مراعاة عدم التعبير عن ذلك في شكل هجوم، كالقول مثلاً :"لم تعد تحبني، لم تعد تهتم بي وبمشاعري"، وإنما في شكل أمنيات رقيقة وكلمات حانية، كالقول مثلاً :"كم أود أن نستعيد ذكرياتنا الجميلة، كم أشتاق إلى الأيام الخوالي التي كانت تغمرنا فيها السعادة".
 
كيف تنعشين زواجك من جديد
على الزوجات اللاتي تعانين الجفاف العاطفي في علاقتهن الزوجية أن تبدأن في تجديد زواجهن، حتى لا تتركن مجالاً لزيادة الفجوة بينهن وبين شريك الحياة.
-  ازرعي في أعماق نفسكِ أن التجديد لن يأتي بعصا سحرية، إنما يتطلب جهدا كبيرا من الزوجين، ويجب أن تكون هناك عزيمة وإرادة لذلك وإلا فلن يتحقق أي شيء، بل لا قدر الله قد يتسبب الجفاف العاطفي في انهيار الحياة الزوجية ببطء، وهنا يجب أن تصارحي زوجكِ بهذه المشاعر التي تعانين منها، ووضحي له أن التواصل العاطفي مطلوب بعد الزواج أكثر من فترة عقد القران، وتناقشا سوياً في كيفية تجديد حياتكما.
 
- لا تجعلي أولادكِ شغلكِ الشاغل، ولكن خصصي بعض الوقت على مدار اليوم لزوجكِ لتلبية احتياجاته وكأنكما في أول أسبوع الزواج.
 
- حافظي على التجديد في مظهرك بشكل دائم سواء في شكل ملابسكِ أو تسريحة شعركِ، أو ماكياجكِ أو عطرك، فالرجال دائماً يميلون للتجديد ويكرهون الروتينية، وانتبهي ألا تكون أناقتكِ فترة المساء فقط، إنما حافظي على مظهركِ الجذاب طوال اليوم، وتجنبي الطهي وشؤون المنزل في فترات تواجد زوجكِ.
 
- صوني غرفة نومك أنت وزوجكِ عن كل الخلافات أو المناقشات الحادة، لتكون هذه الغرفة بمثابة العش الدافئ للحب والحنان بينكما، بل والملاذ مما يعكر صفو حياتكما.
 
- اقتطعي جزءاً من ميزانية الشهر ورتبي ليوم مميز تقضينه أنت وزوجكِ بعيداً عن مشاكل البيت والأولاد، تستعيدان فيه أيام عقد القران وبداية زواجكما، وخلال هذا اليوم قدمي له بعض المفاجآت الرومانسية التي تثير مشاعر حبه تجاهكِ، كأن ترسلي الأولاد لبيت الجدة، وتظلمي المنزل من الأضواء وتضيئي الشموع التي قد يحبها زوجكِ، وأعدي له العشاء المفضل وتحدثي معه عن قيمة المشاعر في حياتكِ.
 
- حاولي أن تخلو العلاقة بينكما من أي مشكلات، وكوني معه زوجة مطيعة، تقربي إليه بالكلمات الجميلة، فالرجال بشر، ولا تتخيلي أن يسمع رجل من زوجته أبشع الكلمات في الصباح، ثم يأتي المساء لتطلب منه أن يسمعها كلمات الحب!
 
- إن كان زوجكِ يقضي وقتاً طويلاً خارج البيت ـ في غير العمل ـ خططي لاستعادته إليكِ بالطرق التي ترينها مناسبة ليشعر زوجكِ من خلالها بالمفاجأة السعيدة والتي ستجعله يتشجع مستقبلاً للعودة إلى البيت فور انتهاء دوام العمل، أما إن كان طبيعة عمله شاقه وتتطلب منه وقتاً طويلاً خارج البيت، فواظبي على الاتصال به يومياً لتخبريه بمكانته في قلبكِ واشتياقكِ الدائم له، وابعثي له رسائل الجوال من وقت لآخر، بل ولا مانع أن تبعثي عبر أحد محال الزهور بباقة ورد جميلة يستقبلها فور وصوله إلى المكتب في الصباح، فهذا كله من شأنه أن يجعلكِ بباله في كل لحظة، ورتبي معه موعداً لإجازة تقضيانها سوياً يغلق فيها هاتفه النقال!
 
- رتبي لأفكار غير تقليدية تجددين بها زواجكِ، رتبي مع زوجكِ أن تعيدا حفل زواجكما في يوم رائع، ترتدين فيه ثياب عرسكِ وهو كذلك، وأقيما حفلا في حضور الأسرتين، واجعليه يوما مرحا مضحكا، ينتهي بمشاعر فياضة بينكما في نهايته، وحاولي كذلك التنزه مع زوجكِ في بعض الأماكن التي تنزهتم بها فترة عقد القران وبداية فترة الزواج، واسترجعا سوياً هذه الفترة الجميلة من حياة أي زوجين.
 
- قد يعبر بعض الرجال ـ خاصة ما بعد الأربعين من العمر ـ عن حبه بطريقة تختلف عن النساء، فعندما يراكِ متعبة يعد لكِ كأسا من العصير ويحضر لكِ الدواء فهو بذلك يقول لكِ أحبكِ، وعندما يعرض عليكِ غسيل الصحون يوم الجمعة وقت فراغه فهو بذلك يقول لكِ إنه يحبك، فلا تتسرعي دائماً باتهامه بعدم حبه لكِ أو التقصير في ذلك.
 
وأخيراً يجب أن تعلم كل زوجة أن الحب طفل صغير، يستطيع الإنسان أن يقتله في مهده أو أن يتركه حياً ولكن بلا روح أو حراك، أو أن يوقظه فيجعل منه قوة هائلة تضفي على حياته جواً من البهجة والتفاؤل والسعادة.