لا يستطيع الرجل أن يرمي بكل موروثاته من العادات والتقاليد في سلة المهملات مهما كان متحضراً أو متفهماً لتقلبات العصر وتغير إحتياجاته .. لهذا عادة ما ينظر معظم الرجال إلى المرأة بنمط تقليدي وهو أنها خلقت في البيت لتنتقل في النهاية إلى بيت آخر تربي فيه ما يخلق في أحشائها ..
ولهذا أثر كبير في وقتنا الحاضر ,, فقد تحررت المرأة وخرجت لتطلب حقها ومساواتها مع نصفها الآخر ..
فنالت من ثورتها تلك المناصب العالية في المهنة والتعليم وتركت بذلك بصمة لا يمحيها زلزال في زمنها !
وتبدلت مع ذلك نظرة الرجل للمرأة ، فمنهم من أحب قوتها بل وخرج معها في صفوف الإحتجاجات والمظاهرات ومطالبة الحقوق رافعاً راية الحق بيديه .
ومنهم من ضرب على رأسه أسفاً وخشيةً من " قلة الأدب " التي باتت تحدث والتي وجه إصبع الإتهام فيها على الإعلام بالتحريض وبنزع القيم العربي والعادات والتقاليد المتعارف عليها ..
فلطم العديدين كفوفهم فوق بعض من جرأة المرأة في عصرنا الحالي ! حتى خيل لهم أنها ستطلب بعد قليل حقها في قلب " سي السيد " !! ..
ولهذا تعددت النساء اللاتي يكرههم الرجال ويخشى من " فكرة " الإرتباط بهن يوماً ما ولو على جثته !
فكانت المرأة المتحررة في لبسها والفارطة في إستقلاليتها والمفرطة بثقتها في نفسها والرافعة رأسها بجرأتها واسعةً بذلك خطوات طموحها .. والمنتقدة التي لا يعجبها العجب !
فاتحةً حلقها في كلما الحق والدبلوماسية في أقوالها ، الذكية في قراراتها واللعوب في الحصول على مبتغاها ..
اللحوحة الزنانة التي لا تتنازل عما تريده مهما حدث ومهما عقب ذلك من نتائج وكوارث !
كانت تلك هي المراة التي يخشاها معظم الرجال .. فما بالك إن إجتمعت كل تلك الصفات في إمرأة واحدة !
وما بالك لو كره أحدهم كل ما اشتمل أعلاه من صفات ونفر من أن يرتبط بإحداهن لإحتوائها على صفة واحدة فقط !
بمن الخلل هنا ؟
الرجل الغير واثق المتمسك بموروثاته من العادات والتقاليد؟
أم المرأة المنجرفة مع عصرها من تطورات وتغيرات الناسية لعاداتها وللطبيعة الشرقية التي خلقت بها