المخاوف السرية التي تراود كل أم ولا يفصح عنها أحد!

المخاوف السرية التي تراود كل أم ولا يفصح عنها أحد ام امومة الامومة تحتضن طفل ابنها woman hug child mother son kid

ما إن تخطي عتبة الأمومة حتى تتغير نظرتكِ للحياة؛ فأنتِ الآن أكثر تأثراً بما يجري من حولكِ، وبتِّ تفهمين خوف والديكِ عليكِ، كما أنكِ تشعرين بتقدير أكبر لكلّ ما قدّموه لكِ... ولكن في مقابل هذه المشاعر الإيجابية والعاطفة الكبيرة، ستكتشفين ناحية جديدة من ذاتكِ لم تلاحظيها من قبل، ويسيطر عليها الخوف!

فكلّنا ندرك جيداً كم تكون التجارب الأولى مع رضيعكِ مخيفة، مثل المرّة الأولى التي يصاب بها بالحمى، أو المرّة الأولى التي يقع فيها أرضاً أو يخدش نفسه... تلك المخاوف شائعة، معروفة، ويتمّ تداولها بشكل كبير. ولكن في المقابل، يتمّ إغفال خوف كبير لا يتكلّم عنه أحد ويراود كلّ أم مهما كبر طفلها؛ إنه الخوف من "الفشل كأم".

"هل أنا فعلاً أم جيدة" سؤال تطرحينه على نفسكِ، خصوصاً عندما تجالسين أمّهات أخريات لتكتشفي الإختلاف في مقاربة التربية أو في إتخاذ القرارات، صغيرة كانت أم كبيرة؛ "هل يجب أن أعطيه اللهاية أم لا؟ هل أتركه لينام في غرفتي حتى عامه الاول أم أضعه في غرفته الخاصة منذ الأشهر الأولى؟ هل أقوم بتربيته كي يكون قوياً للدفاع عن نفسه، أم أعلّمه الهدوء؟ هل أسمح له بالمبيت لدى أصدقائه؟ هل أتيح له إستعمال التكنولوجيا؟ هل أؤمن له كلّ ما يطلبه أم أعلّمه الإدخار؟"... هذه عيّنة من التساؤلات التي تطرحها كل أم على نفسها بقلق منذ لحظة ولادة طفلها، وطالما لا تزال المسؤولة عنه حتى يصل إلى عتبة سنّ الرشد، وكأنّ لهذه الأسئلة إجابة "صائبة" وأخرى "خاطئة" تصنّفكِ ما إن كنتِ أمّاً جيدة أم لا.

هذه الأفكار كلّها مغلوطة، وسببها أحياناً ما يعرف بمصطلح الـ Mom Shaming أي "تعيير الأم" الرائج في عصر مواقع التواصل الإجتماعي، والذي يبني على مواجهة الرأي العام والمجتمع بشكل حادّ للأمهات اللواتي يخترن قرارات "غير مألوفة" في ما يتعلّق بتربية أطفالهن.

فكيف تتخلصين من هذا الخوف؟
تعلّمي كيفية الإستماع إلى غريزتكِ كأم، والتي تساعدكِ في إتخاذ القرارات بشكل تلقائي. ولكن في المقابل، حاولي الإنفتاح على الآخرين والإستماع إلى الآراء المضادّة لمنهج تعاملكِ مع طفلكِ، والإستفادة منها، من دون التأثر بها بشكل مفرط. طلب المساعدة من الآخرين في هذا الخصوص ليس بالأمر الخاطئ، كما أنّ وقوعكِ في الخطأ ليس بكارثة. تذكّري أن ليس من قاعدة في تربية الطفل، ولكلّ حالة حكمها الخاص.

ولكن إن أردتِ معياراً نسبياً كي تقيسي خياراتكِ في ما يتعلّق بتربية طفلكِ بشكل سليم، إطرحي على نفسكِ السؤال التالي: كيف يؤثر قراري على صحة إبني النفسية/ الجسدية أو على نظرته لنفسه أو للمجتمع؟ إن كانت إجابتكِ إيجابية، فأنتِ على الأرجح تقومين بالخيار السليم، بغض النظر إن كان ما تفعلينه مقبولاً أو متعارفاً عليه في المجتمع أم لا!