كيف نحافظ علي استمرارية الحب ؟


كيف نحافظ علي استمرارية الحب


إن الحب كالطفل الوليد .. شديد التأثر .. وشديد الرقة .. لذا يجب التعامل معه بحرص .. فلا بد وأن نتعهده بالرعاية والحنان ونقويه ونغذيه بأفضل ما لدينا من غذاء وإلا مات وضاعت معه البهجة والسعادة ..
ولكي نحافظ علي هذا المخلوق الرقيق لابد وأن نستعين بكل ما حبانا الله من إمكانات ووسائل للتعبير عن هذا الحب .. سواء بإجادة الكلمات العذبة .. أو بلغة العيون المعبرة .. أو بالجاذبية الأنثوية أو الذكورية .. الخ..

= إجادة الكلمات العذبة:
فالكلمة الحلوة لها سحرها ووقعها في القلوب والعقول وهي وسيلة طيبة لتوصيل المشاعر والاحتفاظ بالود والحب .. وصاحب اللسان العذب شخص محبوب يجذب إليه القلوب .. فإن المرء لا ينسى كلمة الحب التي يتودد بها الحبيب إليه أبداً .
فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( قَوْلُ الرَّجُلِ لِزَوجَتِه : إِنِّي أُحِبُّكِ ، لا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أبَداً ) .
ومعروف أن الكلمة الطيبة التي تُؤثر النفوس هي صدقة عند الله ، فإذا اعتقد أي شخص أن كلامه سيكون له تأثير علي حياته فإنه سوف يضبط لسانه ويهذب كلماته ، فرب كلمة رفعت صاحبها إلي مصاف العلماء والصفوة .. وكلمة جعلت صاحبها في الدرك الأسفل من نفوس الناس.

وللاحتفاظ بالحب دائما في حالة من النضارة لابد وأن نظهر هذا الحب ونعبر عنه بالكلمات.. ولا نترك فرصة لنسيج العنكبوت ليغطيه بإدعاء أن الأفعال والتصرفات تنبئ عن مكنونات النفس .. فالكلمة اللطيفة بمثابة قطرات الندي علي أوراق الورد التى تنزل عليها في الصباح الباكر فتوقظها وتجعلها في قمة النضارة.
وقد اعتبر رسول الله r استقامة اللسان والقلب دليلاً علي استقامة الإيمان فقال: " لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه " .

= الجاذبيـــــــــة :
الجاذبية الأنثوية أو الذكورية لها تأثيرها وسحرها علي الطرف الآخر .. وقد يستخدمها أحد الأطراف في جذب الطرف الأخر .. وهذه الجاذبية هبة ربانية غير منظورة .. وغير مصطنعة .. وربما كانت ثمرة لمزيج من اللباقة .. والياقة ورقي ورقة التصرف .. واحترام الآخر .. وعدم التعالي أو الإسفاف .. مع عدم إغفال المظهر العام والاهتمام غير المبالغ فيه بالشكل في إطار ما تعارف عليه الناس .. وخفة الظل في القول والعمل .. بالإضافة إلي ما يهبه الله للفرد من كيمياء وإشعاع .. وما تبثه أخلاقه علي من حوله من عطر إنساني يميزه.. ولا عجب .. فإن للأخلاق والسلوك والتصرفات كما للزهور والورود أريجاً وشذي.. إلي جانب بعض السمات الشخصية للفرد .. وتقيم شخصية أي فرد نتيجة مجموعة من التراكمات من الأفعال والتصرفات .. والشخص المتوافق مع نفسه .. صاحب الابتسامة الأخاذة والنفس الصافية هو الشخص الأكثر جاذبية .. لأنه يستحوذ علي القلوب .
ولكي تكون المرأة أكثر جاذبية لابد وأن تتميز ببعض الصفات منها:
- أن تتمتع بصوت هادئ ودافئ .. فلا يعلو صوتها بالصراخ والكلمات الفارغة .. فالصوت العالي يتسم بالغلظة ويتنافى مع الأنوثة 
- الحرص علي التلفظ بالألفاظ الراقية الرشيقة التى تتواءم مع الأنوثة .. فلا تغلظ بالقول ولا تتكلم بكلمات خشنة فتثير نفور واشمئزاز الآخرين.
- التمتع بالهدوء وتقليل الانفـعــال عند التعرض لبعض المواقف الانفعالية .. والتصرف بحكمة في كل الأمور مع التعامل برقة في معظم الأحوال ..
- الاتصاف بالرحمة والتسامح .. لأنها أولاً وأخيراً ..أم .. والأمومة هي الرقة والعذوبة والسماحة والرحمة والجمال والروعة.
- الحرص علي النظافة العامة والتجميل الشكلي والروحي .. فالجمال ليس فقط هو جمال الوجه والملامح والقوام .. بل الجمال في خفة الروح ورشاقة الحس .. وصفاء النفس .. فلا كراهية .. ولا حقد ولا حسد .. فإذا اعترت أي أنثي أيٍ من هذه الصفات الذميمة فإن جمالها وجاذبيتها تتدنى إلي الحد الشكلي فقط .. مما يفقدها حتى قبول الآخرين لها .
- أفضل الخصال " الحياء" فكلما تمتعت المرأة بهذه الصفة كلما كانت أكثر جمالا وجاذبية .. فالحياء وسيلة من وسائل التجميل الطبيعي .. التى تجعل الوجه يفيض نضارة ورقة.
- الثقافة والتمتع بالعقلية الثرية التى تقتنع بها العقليات المفكرة من الرجال والنساء معاً .. وقد أصبحت الثقافة في عصرنا هذا عنصراً هاماً من عناصر الجذب الحقيقية .. فرب جميلة لا تتمتع بالعقلية المثقفة لا تغري إلا هوام الرجال.. ورب متوسطة الجمال تغري عقلية الكثير من الرجال والعظماء.
فلم تعد موجودة الآن الفكرة المغلوطة عن اختيار الرجل لزوجته من الجاهلات حتى لا تناطحه ولا تكون نداً له .. بل تكون له كالخادم المطيع .. أو كقطعة أثاث يحركها كيفما يشاء.. فقد كان سائداً بالأمس القريب في تفكير الكثير من الرجال اختيار الزوجة علي الأساس البدني فقط .. فيختار البضة الغضة ذات الحسن والجمال أو ذات القوام الممشوق .. المنكسرة الضعيفة لتكون طوع بنانه .. وهذا لاعتقاده الراسخ بأن اختياره هذا سيكون هو الطريق لإسعاده ..
ولكن الحقيقة عكس ذلك .. فأقرب مثل يقول : عدو عاقل خير من صديق جاهل! فالجهل من أفظع الصفات التى تقذف بصاحبها خارج نطاق الرقي الإنساني..
لقد أصبح الرجل اليوم يرفض نظام الخدم .. ونظام العقلية الواحدة .. بل آمن بمقولة " الأمر شوري بينكم " لقد استنارت العقول .. فصار الرجل يريد زوجة .. تقف إلي جانبه .. تسانده .. تؤازره .. زوجة ذكية تعرف الطريق إلي إسعاد زوجها .. وتربية جيل جديد يتسم بالتميز .. ثري بالعلم والمعرفة.. زوجة تحقق له ما خلقنا الله من أجله وهو التكامل الإنساني .. زوجة تساعده علي إثراء شخصيته وتعلو به إلي سموات السعادة العليا ولا تدنو به إلي سفح الجهالة والظلمات.. إن المرأة الذكية هي سر انطلاق الرجل نحو طريق المجد والعظمة .. وهي سر استقامة الحياة أو انقلابها .. فهي صانعة الأجيال من نساء ورجال.
وللرجل أيضاً صفات تجعله أكثر جاذبية ..ومنها :

- التمتع بالروح الطيبة .. والتعامل بالحسنى مع الآخرين .. فلا يتعامل معهم بعنف ولا يلين لهم عن ضعف .. كما يجب التأني في الحكم علي الأشياء .. وعدم التهور في التصرفات .. والالتزام بالرزانة والوقار.
- الشهامة.. وهي من أقوى عوامل الجذب لأنها من عناصر الرجولة والقوة.
- عزة النفس والترفع والتعفف .. فالرجل الذي يقبل أن يعيش علي عطايا الآخرين .. أو الرجل الذي يتحايل علي الآخرين من أجل حصوله علي منفعة ما .. هو رجل ناقص الرجولة .. وبالتالي تقل جاذبته .. بل يبتعد عنه كل من يقترب منه.. كما أن العلو بالنفس فوق الصغائر من المؤثرات العميقة في نفوس الآخرين .
- التمتع بعقلية مستنيرة .. فلابد للرجل أن يكون صاحب وجهة نظر .. وصاحب كلمة ورأي متفرد .. وعقل الرجل هو سر جاذبيته وجماله .. فجمال الصورة يسقط أمام الجهل وظلام العقول .. بينما جمال الصورة يظهر ويستضاء بجمال العقل وكماله.
- الحفاظ علي اللياقة في كل المواقف الحياتية .. فالرجل صاحب الحس المرهف هو الذي يحافظ علي مشاعر الآخرين فلا يأتي بفعل يشينه أو ينفر منه المحيطين به .. وكلما احترم الإنسان ذاته كلما زاد احترام الناس له.
فالجاذبية شيء نـشعـره .. ولا نراه إلا بمجمل التصرفات والأفعال واقتناء الخصال الجميلة هو صانع الجاذبية ومبدع الجمال.وقد سبق وأن تحدثنا عن لغة العيون وجاذبيتها وأثرها في تعميق الحب.