هروب ونفور الرجل من البيت...اسبابه ومبرراته !!!!


هروب ونفور الرجل من البيت...اسبابه ومبرراته - امرأة تشاهد التلفاز التليفزيون وحدها فى المنزل  - beautiful-young-woman-watching-tv-at-home-alone

الهروب من البيت له أسبابه ومبرراته ودوافعه السيكولوجية أيضا، وإن كان البعض يراه سلوكا طبيعيا بالنسبة للرجل المولع دوما بالفضاء الخارجي، على عكس المرأة، التي تتسم بطبيعة «بيتوتية» تميل إلى الترتيب ولملمة الأشياء والتفاصيل. ومن الشكاوى التي تتكرر على لسان العديد من الزوجات هروب أزواجهن من المنزل، وتفضيلهم صحبة الاصدقاء والجلوس في المقهى. لكن هذه المشكلة لا تمس المرأة فقط، لأن هناك من الرجال من يعاني ايضا من  هروب زوجاتهم من البيت تحت اي حجة، وإن كانت نسبتهن اقل. 

تشتكي إحدى الصديقات من أنها حين تحتاج الى زوجها في أوقات الأزمات، تبحث عنه خارج المنزل، وإذا حدث وجلس فترة في البيت ، فإنه يفضل الاختلاء بنفسه، وفي حال  سولت لها نفسها أن تجالسه – لتذيب كتلة الجليد – وتسأله عما به، وماذا ينفره منها ومن البيت ، يغضب ويخرج كعادته. الكاتب السيناريست أسامة أنور عكاشة يعلق بإيجاز على هذا المشهد، قائلا إن السبب هو عدم ضبط نفس الموجة بين الرجل والمرأة .

فإذا لم يتم هذا الضبط قد يقل التفاهم بينهما بمرور السنوات. فالتفاهم أساس كل شيء، وقد لا يحرص أحد الأطراف على وجود جسر للتفاهم، وقد يكون الاختيار غير الموفق منذ البداية سببا للهروب من البيت ، لكن –والكلام لا يزال لعكاشة «يجب التفرقة بين عدم التفاهم وبين مرور الزواج ببعض الأوقات الحرجة مثل السنة السابعة من الزواج والمسماة «هرشة السنة السابعة» والتي تكثر بها الخلافات، حسبما تشيع الأعراف والتقاليد».

أما الدكتور أحمد عبد الله مدرس الطب النفسي بجامعة الزقازيق، فيرى أن الرجل يقضي وقته في المنزل إما للراحة أو للترفيه أو لاستكمال عمله، كالمحامين مثلا، وإن لم يتحقق هدفه هذا فسيهرب حتما من البيت ، بخاصة إذا كان ضيقا وبه الكثير من الأطفال والضوضاء.

كما هناك حالات اخرى تنفره منه مثل اهتمام المرأة بالأطفال أكثر منه، أو إهمالها لمظهرها وتنمية ثقافتها وعدم إنصاتها له ولاحتياجاته.

لكن السؤال هو هل تعطي هذه الأسباب الرجل الحق في ان يتنصل من مسؤولياته وواجباته ومن دوره من ان يجعل المياه تجري بشكل هادئ؟ يقول عبد الله إن الرجل الذي ينفق كثيرا من أجل إقامة منزل يأوي إليه، أو عانى كثيرا في سبيل تأسيس أسرة لن ينفر من البيت إلا إذا كانت هناك أسباب مهمة. ويضيف: يجب ان نفرق بين الرجل الذي يصعب إصلاحه وبين الرجل العادي الذي تشوب علاقته بزوجته بعض المشاكل.

هذا الأخير، يمكن للزوجة أن تكسبه لصالحها بسهولة إذا ما تعلمت بعض الأشياء، كأن تطلب منه ما تريد في الوقت المناسب، ومن هنا تتسلل لقلبه وعقله ليس بالشكوى بل بالليونة. وأكبر خطأ يمكن ان تقوم به أي زوجة هو استفزاز ذكورة الرجل ،إذ عليها ان تتجنب تنصيب نفسها معلمة عليه، أو حتى تعطيه الانطباع بذلك.لكن إذا كان هذا عن الرجل ، فما سبب نفور المرأة من البيت ورغبتها في الهروب منه رغم انه مملكتها التي تتفنن في الاعتناء به، ورغم طبيعتها «البيتوتية»؟.