الغيرة بين الاصدقاء !!!!


الغيرة بين الاصدقاء - امرأة تغار من صديقتها - jealousy between friends

يتفق مختصون أن الغيرة أمر فطري عند كلا الجنسين، ولكنهما يجدان أنها عند النساء أكثر قوة وسرعة من الرجال، لطبيعة المرأة وتكوينها النفسي. وفي بعض الأحيان تتبادل الفتيات الغيرة فيما بينهن، وكأنها تراشق بالنيران، فلا ترحم أحدا، فتحول الجمال إلى قبح، والجنة إلى نار، والوئام والمحبة إلى خصام وكراهية، وربما تمتد إلى أكثر من ذلك. الطالبة الجامعية تالا النابلسي، من الفتيات اللواتي عانين من الغيرة، وخاصة من إحدى صديقاتها المقربات إليها، لدرجة وصلت فيها إلى حالة من الضيق والضجر من تصرفاتها، لمحاولاتها المستمرة بتملكها ومراقبة كل تحركاتها وعدم السماح لأحد أن يتكلم معها، وعندما أحست أن الأمر لا يطاق وأنها ستخسرها عملت على تحجيم تلك العلاقة.

ولم تتوقع تالا أن تغدر صديقتها بها بعد علاقة الصداقة التي ربطتهما، وأن تكشف أسرارها التي لا يعرفها أحد غيرهما، لكل من كانت تخاطبه في الجامعة، فما كان منها إلا أن قامت بتأجيل الفصل الدراسي حتى تتخطى صدمتها بصديقتها الوحيدة.

وتتعدد الحالات لتصل إلى راوية، التي غدرت أيضا من صديقتها، فكانت تعتقد أن ابنة الجيران هي أختها، فلم تكن تتوقع أن تخبئ عنها شيئا، فسلمت لها كل ما كانت تشعر به وتفكر فيه، حتى إنها أسرّت لها عن قصة ارتباطها بابن الجيران.

ومن شدة الغيرة التي وصلت بصديقة راوية إلى حد التملك، اعتقدت أن مثل هذا الشخص سيأخذ صديقتها منها، فسعت لتدمير هذه العلاقة بتأليف أقوال ومواقف لم تحدث للشخص المعني ما جعل العلاقة بين الصديقتين أمرا مستحيلا.

يؤكد اختصاصيون أن الغيرة بين الصديقات تصل إلى حد الغيرة المرضية، التي هي لهيب يحرق كل شيء وينزع الحب، وهي غيره تقضي على الثقة وتغرس بذور الكراهية بين الناس.

وتسيطر على الشخص المصاب بالغيرة مشاعر النرجسية، وحب الذات، بحسب اختصاصيين، لأنه يريد أن يكون محور انتباه واهتمام الشخص الآخر، مع تجاهل الأدوار المختلفة للشريك الآخر.

وتؤكد التربوية رولا أبو بكر، أن الغيرة من هذا النوع تظهر المشاكل وكذلك تحدث الأذى النفسي، حتى يصل إلى الأذى الحقيقي، لافتة إلى أن الغيرة المرضية هي أفكار تنبع من عقل شخص مريض، لا يعرف ما يقوم به، فهو أمر مخل بالمواصفات والمبادئ التي تحكم العلاقة بين الأشخاص، ويضعفها تلقائيا. وترى أبو بكر، لحل هذه المشكلة، ضرورة الحد من الغيرة في حال عرف سببها، ومن المفترض أن يقوم المتأذى بمصارحة رفيقه في حال أن هناك تصرفا يقوم به الآخر، ويعمل على مضايقته، ويكون عن طريق المصارحة، والسعي إلى التفاهم لأجل الحفاظ على الصداقة.

وتؤكد أهمية الجدية في الحوار مع الشخص المصاب بالغيرة المرضية، وتوفير الجو الصحي لهذا الشخص للاعتراف بغيرته، ومن المهم أن يبتعد الرفيق الآخر عن الأمور الاستعراضية التي تهز الشخص العادي، والتي قد تثير كوامن الغيرة في الشخص الغيور فيتحول إلى شخص موتور.