يعتبر البعض أن الزواج هو ذلك الممر الحتمي، الذي يجب علينا أن نسلكه من أجل استكمال الحياة، حيث يعتقد الاشخاص أن الزواج هو الجنس، بينما يعتقد آخرون أن الزواج هو الحب، والبعض الآخر يعتقد أن الزواج هو الاستقرار وانجاب الأطفال، ونتأرجح جميعاً بين كل هذه المعتقدات، التي تبث لنا أفكاراً سلبية وأخرى خاطئة علينا أن ننتبه لها من أجل تحقيق السعادة التي ننشدها.
تقول الدكتورة باميلا غاربر المختصة في مجال علم النفس أننا يمكن أن نحول زواجنا إلى أسطورة رومانسية تقتل كل المعتقدات الخاطئة التي ورثناها عبر السنين الماضية، عن طريق الإيمان ببعض المعتقدات الجديدة.
لهذا، لابد أن نؤمن بمعتقدات جديدة من شأنها أن تغير حياتنا الزوجية للأفضل، وأهمها:-
1-الزواج يغير طريقتنا في الحياة
تقول الدكتورة كارل غيلدا مؤلفة كتاب "99 وصفة للإخلاص"، أن الزواج يغير كثيراً من عادتنا السيئة، كالخيانة والإدمان وغيرها، فالرجل بعد الزواج يلتزم بعدد من المسؤوليات تجعله يتنزه عن الصفات الخبيثة التي تحول بينه وبين سعادة بيته وأسرته، وينطبق الأمر على الزوجة أيضاً، خاصة إذا كانت الزيجة متوجة بالحب والتفاهم، فالأمر سيكون أسهل كثيراً.
كما تقول كارل، أنه برغم وجود عادات سيئة لدى الزوج أو الزوجة، فبمرور الوقت يستطيع الطرفين التأقلم مع هذه العادات، والتكيف معها، والحصول على طريق مشترك للإلتقاء والتفاهم.
2-الزاواج يطور شخصيتنا
تقول الدكتورة كارل غيلدا أيضاً أن الزواج يطور من الشخصية، ولا يغيرها فحسب، لأن الزواج يجعلنا نتعلم ونستقي من الخبرات الكثير من الطباع التي تنمي من شخصيتنا، وتطور أدائنا في الحياة.
وتؤكد كارل، أن تبادل الخبرات مع الشريك يكسبنا أفكار جديدة لم نكن نعرفها من قبل، الأمر الذي يثري شخصيتنا، ويجعلنا نكتشف المزيد عن الحياة وعن السعادة، مشددة على أهمية استمرار الحوار بين الزوجين، واستماع كل طرف للطرف الآخر باهتمام وتركيز وسعة صدر.
3- مصلحة واحدة
يجب أن يدرك الزوجين أن أي نجاح لحياة فرد منهما هو نجاح للطرف الآخر، فالمصلحة واحدة في كل الأحوال، لذا على الزوجة ألا تغار من نجاح زوجها والعكس صحيح، فالزواج شراكة في كل شئ وليس في أشياء بعينها فقط، فالزوجان يحتاجان دائماً إلى مشاركة بعضهما البعض كل اللحظات سواء الصعبة أو الجميلة أو حتى الحاسمة، فمتعة الزواج تكمن في الشراكة والاندماج بين الطرفين، حيث لا يمكن أن يعيش فرد بدون الآخر، هكذا تقول الدكتورة كارل في كتابها.
4-الصداقة
الصداقة بين الزوجين صفة يفتقدها الكثير من الشركاء، رغم أنها شرط بالغ الأهمية لزواج سعيد ومستمر، لذلك ينبغي أن يكون زوجك هو الشخص رقم واحد في حياتك، ولكن لا تجعليه الشخص الوحيد، اتركي مساحة لحياتك بدونه، ولكن المهم أن تستمر الصداقة بينكما.
وتقول غيلدا في هذا الأمر، زراعة صفة الصداقة بين الزوجين تحتاج لجهد ووقت، فهي لا تأتي فجأة، الأمر يتطلب ثقة متبادلة بين الطرفين، وجهد مشترك للوصول لهذه المرحلة الهامة في حياة أي زوجين يريدان الاستقرار والاستدامة، ولذلك لا تخسري هذه الصفة
مهما بلغ حجم المعاناة.
5-أسطورة العلاقة الحميمة
الكثير من المتزوجين يعتقدون أن العلاقة الحميمة واجب مفروض على الطرفين، والكثير يؤدونه فقط من أجل استمرارية الزواج، ولكن العلاقة المبنية على الحب والاحترام ورغبة كل طرف في إسعاد الآخر ستكون أكثر ديمومة وغير مملة.
6-انجاب الأطفال ليس حلاً
يعتقد الكثير خاصة النساء أن انجاب الأطفال هو أسهل وسيلة لحل الخلافات، والضمان الأمثل لبقاء الحياة الزوجية على قيد الحياة، ولكن هذا المعتقد غير صحيح بالمرة، ربما انشغالك بالأطفال يكون سبباً لنهاية حياتك الزوجية وليس بقائها، لذا عليكِ الاهتمام بانجاب أطفال ولكن ليس على حساب اهتمامك بزوجك ورعايتك له.
وتقول باميلا غاربر في هذا الشأن، أن الأبوة والأمومة يمكن أن تقرب الزوجين من بعضهما، ولكن باتباع استراتيجيات معينة وشروط صارمة أهمها الانضباط في أداء المهام الزوجية، والالتزام بالواجب نحو الشريك.
7-التمسك بمشاعر ليلة الزفاف
تقول الدكتورة كارل غيلدا أننا نرى الحب العظيم المتدفق في حفلات الزفاف، والذي سرعان ما ينتهي بانقضاء عدة أشهر على الزواج، مطالبة الزوجين بضرورة التمسك بمشاعر ليلة الزفاف، والحرص على احيائها في كل يوم من أيام الزواج، الأمر الذي يضمن السعادة للزوجين، ويبعد نوبات الخلاف وخيبة الأمل عن الحياة الزوجية.