الاهتمام، أحد أهم معايير نجاح العلاقة بين الزوجين وعلاقة الحب بينهما، وهو سلاح ذو حدين، فقلته وندرته يولد شعوراً بالإهمال، لكن الطرف الأخر منه حاد جداً أيضاً وهو كثرة الاهتمام، حيث يولد لدى الطرف الأخر شعوراً بالتقييد وعدم الاعتماد عليه أو الثقة به.
ويفرط كثيرون عند حبهم بالاهتمام، فيتدخلون لدرجة وضع لمستهم على كل تفاصيل حياة شريكهم، والأخير قد يكبت عدم رضاه عما يحدث، لكن الأمور تتطور في داخله حتى يصل لدرجة وصف الزواج وعلاقة حبه بالقفص الحقيقي والسجن الدائم، فيصبح متوتراً دوماً وساعياً للهروب بأي طريقة.
وعندما يصل الاهتمام حده الذي ينقلب به إلى شيء سلبي، يتحول أي تدخل من المهتم إلى توتر لدى الشخص المهتم به، فيصبح مجرد السؤال عن يومه مزعجاً للغاية، ويصبح الاطمئنان على صحته في حال المرض استصغاراً له، وهكذا حتى يفقد الاهتمام أهميته، بل يتحول لنقمة على العلاقة وربما يكون سبباً في فشلها.
كثير ما قرأت وسمعت جملاً مثل "زوجي ممتاز لكنه يخنقني"، ونفس الجملة نسعمها لكن بتغيير الكلمة الأولى لتصبح "زوجتي"، وعندما نصل إلى تلك الحالة فإن الحب يفقد أهم وسيلة لإظهاره، وعندما نصل إلى تلك النقطة فإننا نتحدث عن مرحلة انحدار قد لا تتوقف أبداً، وبالتالي وجب التحذير!