أن ما يلعب دورا رئيسيا في الحب ليس الذوق الخاص فقط، بل العرق أيضا. فقد توصل علماء النفس من جامعة كارديف أخيرا إلى نتائج مثيرة، تبين من خلالها أن خطر انتهاء العرق الأوروبي الأبيض واقع لا محالة. فقد اهتم فريق العلماء من كارديف بأسباب الارتفاع المستمر في نسبة الزواج المختلط، وتوصل إلى نتائج فريدة توضح كثيرا مما كان لايزال غامضا. لماذا وقعت الجميلة هايدي كلوم بغرام المغنّي الأسود صاموئيل سيل؟ وكيف تمكنت يوكو أونو من جذب جون لينون؟ الجواب سهل. الجواب على ذلك وفق الفريق الجامعي يكمن في جوهر طريقة إدراك جاذبية الجنس الآخر. فقد حاول علماء النفس اكتشاف تفضيلات مجموعة من الطلاب الذين طلب منهم تقييم جاذبية وجه الجنس الآخر. بعد ذلك عملوا على تقييم النتائج وتوصلوا إلى قناعات واضحة.
فالنساء البيضاوات اعتبرن أن الرجال من ذوي البشرة السوداء أكثر جاذبية بالنسبة إليهنّ، وحلّ الرجال من ذوي البشرة البيضاء في المرتبة الثانية، في حين كان الرجال الآسيويون الأقل جاذبية بالنسبة إليهنّ. من جهة أخرى قيّم الرجال البيض الفتيات الآسيويات بأكثر العلامات إيجابية، وحلّت النساء البيضاوات في المرتبة الثانية، والنساء من ذوات البشرة السوداء في المرتبة الأقل جاذبية بالنسبة إليهم.
وكان الفريق من كارديف قد اهتم أيضا بدراسة تبين من خلالها بأن الأشخاص المولودين من زواج مختلط يعتبرون بالنسبة لمحيطهم أكثر جاذبية من غيرهم.. كما أن معطيات الحكومة البريطانية تفيد بشكل واضح، أن الرجال من ذوي الأصول الإفريقية يتزوجون بشكل كبير من البيضاوات، أكثر مما هي الحال في ما يخص ارتباط النساء من ذوي الأصول الإفريقية بأزواج بيض.
وتبين أن الاختلاف في هذه الحالة أكثر من الضعف. ويزداد عدد الرجال البيض الذين يبحثون عن شريكة حياتهم من بين النساء الآسيويات، في حين أن الوضع في الاتجاه المعاكس معدوم، مع بعض الاستثناءات البسيطة. شارك في البحث 40 طالبا عملوا على تقييم جاذبية الوجه في 600 صورة مقسمة إلى ثلاث فئات وفق الع.رق. وكان الطلاب موزعين بدورهم بين تلك الأعراق، في حين تراوحت أعمارهم بين 18 و 30 عاما. ووفق النتائج، فإن النساء البيضاوات يقدّرن لدى الرجال من ذوي البشرة السوداء لمحتهم الرجولية التي تجسد القوة والصحة الفيزيائية العامة. وأن الرجال البيض يبحثون بعكس ذلك لدى الفتيات الآسيويات على ما يفتقدون إليه لدى نساء بني جلدهم: الإعجاب، التواضع، الرعاية والاكتفاء.