اضطرابات النوم الجنسية (ممارسة الجنس أثناء النوم) تهدد النساء في الفراش !!!!!

اضطرابات النوم الجنسية (ممارسة الجنس أثناء النوم) تهدد النساء في الفراش

عرفت حالة اضطرابات النوم الجنسية، أو ممارسة الجنس أثناء النوم "Sexsomnia" على الساحة الطبية منذ التسعينيات، ولفتت انتباه الرأي العام منذ العام 2003، عندما نشرت، المجلة الكندية للطب النفسي، عن هذه الحالة، ووصفتها بأنها اضطراب أثناء النوم، وتم إدراجها، تحت قائمة السلوكيات غير المرغوب فيها مثل المشي والكلام أثناء النوم.

 ووفقًا لأستاذ علم الأعصاب في المستشفى الوطني للأعصاب، في لندن، ماثيو ووكر، فإن هذه الحالة، غالبًا ما تحدث في الساعات القليلة الأولى من النوم، أثناء ما يعرف بحالة النوم العميق. ويقول ووكر: "كما يتعرض الأطفال، في كثير من الأحيان، إلى الذعر بسبب الأحلام المفزعة، فإن البالغين يتعرضون للتحفيز الجنسي، إما عن طريق الأحلام أو عن طريق لمس شريكهم في الفراش." وأضاف: "في هذه الحالة، تكون أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير والتخطيط مغلقة تمامًا، لكن الجزء المسؤول عن ممارسة الجنس أو تناول الطعام لا يزال يعمل، وفي هذه الحالة تكون، ممارسة الجنس أثناء النوم، غير مسيطر عليها، وبسبب توقف عمل أجزاء الدماغ المسؤولة عن التفكير فلا يتم تخزينه في الذاكرة، وينسى الشخص ما حدث عند استيقاظه."

 يعتقد أن نحو 4% من البالغين في بريطانيا جربوا، ممارسة الجنس أثناء النوم، في إحدى درجاته خلال حياتهم، وكشفت الأبحاث في هذا السياق عن عدة خصائص منها: أن هذه الحالة غالبًا ما تحدث في حالة تقاسم الفراش مع شخص ما، لذلك فليس من الوارد أن يستيقظ الشخص ليبحث عن ضحية، كما أن هذه الحالة تزداد في أوقات التعرض للضغوط والتوتر أو النوم تحت تأثير الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات."

 وتؤكد الأبحاث أن أغلب الذين يعانون من هذه الحالة، لديهم تاريخ مع اضطرابات النوم العادية مثل المشي أو الكلام أو الأكل أثناء النوم، فضلاً أن هذه الحالة تصيب الرجال أكثر من النساء. ويقول الخبير النفسي، كيفين مورغان، مدير وحدة الأبحاث المتعلقة بالنوم في جامعة لوبورو: "في بعض الأحيان، تكون حالة النائم مثل حالة المفرط في تناول الكحول أو المخدرات، فيقوم بفعل أو قول شيء ولا يشعر به أو حتى يتذكره بعد الاستيقاظ، لكنها لا تؤدي بالطبع إلى تغيير السلوك تماما."

ويتخوف البعض، مع انتشار هذه الحالة، أن يتم استخدامها في الدفاع عن اتهامات خطيرة بالاعتداء الجنسي، وليس من المستغرب أن يستخدمها البعض كعذر مريح، فما الذي يمنع أي رجل أن ينغمس في دوافعه الجنسية ثم إدعاء البراءة الكلية؟ بالفعل استخدم دارين غرينوود، 33 عامًا، هذا العذر ليحصل على براءته من تهمة الاعتداء الجنسي، بعدما أخبر المحلفين أنه كان يعاني في السابق من اضطراب في النوم، مؤكدًا أنه كان يترك فراشه ويلكم الجدار، وهو ما جعل البعض يتخوف من الانفتاح على حالة،اضطرابات النوم الجنسية، والاعتراف بها كحالة مرضية، إلا أن بروفسور ووكر، الخبير الطبي الذي تستعين به المحكمة في مثل هذه الحالات، أكد على أن هذه الحالة لا يتم تزييفها بسهولة. وأضاف: " لإقناع المحكمة لابد من تقديم ثلاثة أدلة: أولها، أن يكون المدعي عليه عانى في وقت سابق من اضطرابات أخرى في النوم، ثانيا، ألا يكون الفعل قد تم التخطيط له أو السعي إليه، وأخيرا، ألا يكون قد حاول تغطية جريمته فيما بعد، لأنه لو كان حقًا مصابًا بتلك الحالة فلن يتذكر ما فعل، وبالتالي لن يحاول تقديم أعذار على ما قام به."

 خارج المحكمة، لا تثير حالة، اضطرابات النوم الجنسية، هذه المخاوف، فتصر دي هاريز، 25 عامًا، على أن إصابة زوجها بهذه الحالة كان سببًا في جعلها حامل بعد 18 شهرًا من المحاولات البائسة، وبعد اعتقادها أنها مصابة بالعقم. وتقول: "لقد اكتشفت أنني حامل بعد أن مارست الجنس مع زوجي في ليلة كنت فيها نصف نائمة وكان هو غارقا في النوم." وتعرفت هاريز على حالة زوجها بعد مشاهدة فيلم ، السائرون نياما، وخلال هذا الفيلم اعترف الزوج أنه يقوم بأعمال متوحشة تجاه زوجته أثناء النوم، ولا يتذكر أي منها بعد استيقاظه.

 وفي بعض الحالات القصوى من، اضطرابات النوم الجنسية، يلجأ الأطباء إلى وصف بعض العقاقير التي يتم تناولها قبل النوم، لكن بروفسور ووكر، يرى أنه من المهم التركيز على توفير شروط النوم الجيد أولاً، وكما يقول ووكر هذا يعني: "عدم إحداث ضوضاء في مكان النوم أو وجود إضاءة، وعدم تناول كافيين بعد الرابعة مساء، إلى جانب عدم تناول الكحوليات قبل الذهاب إلى الفراش، ومحاولة الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، لأن الحرمان من النوم يفاقم الحالة." وأكد ووكر على أن "الاسترخاء ومضادات الاكتئاب قد تساعد أيضًا، لأنها تعمل على التخلص من الضغط الذي يعتبر أحد العوامل الرئيسية المسببة لتلك الحالة.