المخدرات و تأثيرها على العلاقة الحميمة بين الزوجين

المخدرات و تأثيرها على العلاقة الحميمة بين الزوجين - دكتورة هبة قطب

مازال الكثير من الشباب، والرجال، والنساء، مستمرون فى اعتقادهم الخاطئ بأن تعاطى المخدرات والكحول، والأدوية المهدئة، وغيرها يمكنهم من زيادة القدرة الجنسية، بأشكالها المختلفة ومن بينها إطالة فترة المعاشرة الزوجية، وزيادة أعدادها.
وقد أكدت دراسة أوروبية شملت ١٣٤١ شخصا فى ٩ دول أوروبية من بينها بريطانيا ونشرت فى مجلة بى إم سى للصحة العامة أن ثلث الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة، و23% من النساء في الفئة العمرية نفسها، يتناولون الخمر من أجل زيادة قدرتهم في ممارسة الجنس.

فيما أكدت دراسة دنماركية حديثة أجريت على 5552 رجلا وامرأة ونشرت بالمجلة الدولية للصحة الجنسية عن تأثير المخدرات والحياة غير الصحية على القدرة الجنسية، أن اجتماع استخدام المخدرات والتدخين والكحوليات وعدم ممارسه الرياضة تزيد فرص الضعف الجنسى بدرجه تصل الى 22 ضعفا، والمشكلة أن المدمن يعتقد خطأ في البداية أن المخدرات والكحوليات تزيد القدرة الجنسية وتقلل من التوتر لكن الحقيقة هي أن الإدمان يسبب الضعف الجنسي، إذ تؤدي المواد المخدرة إلى خفض هرمون الذكورة بالجسم وتسبب تقلص ثم تصلب شرايين العضو الذكرى فلا تصل كمية كافية من الدم لحدوث الانتصاب واستمراره

تختلف العوامل المحفزة لحدوث العملية الجنسية بين الرجل والمرأة اختلافا بينا فهى عند الرجل عوامل حسية كجمال المرأة أو لون عينيها أو شعرها، بينما هى عند المرأة عوامل نفسية فى المقام الأول كالحاجة إلى الحب والقرب والحماية. و نتيجة لغلبة الجانب الحسى عند الرجال والرغبة فى امتلاك أفضل القدرات والخصائص الجنسية يلجأ الكثير منهم وخصوصا الشباب إلى المنشطات الجنسية ، و من أقدم المنشطات المعروفة فى هذا المجال الكحول الذي يعطى تأثيرات تتراوح بين الاسترخاء إلى إزالة الخجل الجنسى بصورة كاملة.

 ومنذ قديم الأزل استخدم البشر بعض الأغذية والأعشاب كمنشطات جنسية ورغم عدم وجود دراسات علمية كافية تثبت أفضلية لهذه المواد إلا أنه لا يوجد ما يمنع طبيا من استخدامها. غير أنه فى عام 2006 صدر تحذير من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية بأن الكثير من المكملات الغذائية العشبية الموجودة بالصيدليات تم خلطها بمواد ضاره وأوصى بحظر استخدامها.
أما عن الدعاية المحمومة وخصوصا على الإنترنت للأعشاب والأجهزة والجراحات التى يدعى باعة الوهم أنها تزيد حجم العضو الذكرى، فبالإضافة إلى عدم جدوى هذه الطرق فإنها قد تكون ضارة وغير فعالة.
ولم ينس باعة الوهم النساء أيضا فروجوا لبعض الهرمونات والمراهم الموضعية والذبابة الإسبانية الشهيرة التى تحتوى على أحد السموم وقد ينتج عنها قرح بولية وبول دموى وربما الوفاة.

فمادة الماكس فورت وهى منشط عام يؤدى إلى إفراز مادتى النورأدرينالين والدوبامين في الجسم، ويسبب إفراز النورأدرينالين بكثرة تقلص الشرايين بالأعضاء التناسلية مما يؤدى إلى فقدان الانتصاب وعلى المدى البعيد فقدان الاهتمام بالجنس عامة.
وأما المورفين والهيروين فهما مهدئات أقوى من الحشيش، وتؤدى أيضا إلى انخفاض فى هرمون الذكورة وانخفاض الرغبة الجنسية والشعور بالاسترخاء وتؤدى إلى تأخر القذف أو انعدام القذف وتنتهى بعجز جنسى.

وأوضحت أن كثيرا من مرضى الاضطرابات الجنسية قد يلجأون للمخدرات هربا من المشكلة أو ظنا منهم أنها قد توفر الحل، إلا أن ذلك غير صحيح وهناك وسائل لعلاج الضعف الجنسي أصبحت على درجة عالية من الأمان والفاعلية.

وتقول الدكتورة هبة قطب استشارى العلاقات الجنسية والأسريه إن مفعول المخدرات يختلف طبقا لنوعها وإن كانت تشترك فى تأثيرها السلبى على القدرة الجنسية وعلى سبيل المثال نجد أن الحشيش والبانجو يؤديان إلى انخفاض هرمون الذكورة، ومع ذلك يعتقد المدمن خطأ أن أداءه أفضل وأن أعصابه أهدأ للاستمتاع بالجنس إلا أن ذلك قد يحدث فى بادئ الأمر، ولكن مع الاستمرار فى الاستخدام يضعف الأداء الجنسى.

للأسف المعتقدات والموروثات بل الخرافات تغلب على الحقائق العلمية المثبتة فإن الموروثات الشعبية أقرت هذه الخرافة منذ العصور الرومانية والإغريقية القديمة إلى الثقافات الهندية والصينية، وتألقت هذه الموروثات في المجتمعات البدوية، وأصبح الحشيش يتمتع بسمعة واسعة الانتشار وخاصة بين الرجال بأنه يسبب قوة جنسية كبيرة فوق الطبيعية، وخاصة في ليلة الزفاف والليالي الأولى من الزواج، وسر هذه الخرافة القائلة أن الحشيش يزيد من القدرة الجنسية يكمن في كون متعاطيه ذا حالة مزاجية مرتفعة دائما، مقبلا على الحياة بحماس فيتخيل المتعاطي أنه اكتسب قدرة جنسية عالية.

بينما العلم يؤكد أن الضعف الجنسي يحدث من الإكثار في عدد مرات تناول الحشيش، وذلك بسبب ارتباك الدورة الدموية في الأعضاء الجنسية، والتأثير على التغذية الدموية لخلايا الخصية بنوعيها، مما يترتب عليه انخفاض مستوى الهرمون في الدم، والتأثير على عدد الحيوانات المنوية ومن ثم يكون هناك تأثير على الخصوبة أيضا.