لا ننكر أن للحب حسابات أخرى خارقة للطبيعة الكونية، فليس هناك قاعدة أو قانون يحدد هذه العلاقة على أنواع معينة من المخلوقات أو بينها، حيث تنطلق هذه المشاعر الدافئة لتربط بين قلبين بغض النظر عما إذا كانا من نفس النوع، نفس المستوى، نفس الجنسية أم لا، فقد ترى علاقة رومانسية بين وحيد القرن والماعز، بين الثعبان والهامستر وإنسان الغاب وشبل النمر.
وهذه فكرة موضوعنا هذا حيث يتحدث عن حقيقة علاقات حب استثنائية بين فصائل مختلفة من المخلوقات سواء كانت حيوانية أو بشرية، فرغم اختلاف التكوين والتفكير إلا ان هناك عاملاً مشتركاً أقوى من أي شيء ويمكنه الاستمرار في طريقه مهما كانت الصعوبات ألا وهو الحب.
علاقة الحب بين الفهد وكلب الأناضول:
في هذه العلاقة الغريبة اجتمع اثنان من مخلوقات عالم الحيوان؛ حيث التقى كلب الأناضول هاديء الطباع المحبوب والقابل للتكيف مع غيره حيث يعمل هذا الكلب على مساعدة الفهد على الاسترخاء وكانت بينهما ألفة غير معتادة.
النسخة البشرية:
امرأة تعمل رئيسة لشركة عقارات ضخمة جمعها الحب بنجار يهوى العزف على الجيتار، فأثناء العشاء في أحد المطاعم، أصابها الضيق من موقع طاولتها وطلبت من المضيفة نقلها إلى مكان آخر، وعندما حان الوقت لطلب العشاء طلبت التاكو بدون خبز التورتيلا والسلطة بمزيد من الأفوكادو الناضجة، ثم طلبت بعد ذلك ثلاث شرائح من الليمون في كوب الماء الخاص بها.
في الوقت نفسه كان جالسا هناك يعزف لحناً عشوائياً ويلعب بشوكته، وعندما وصل الماء بشريحتي ليمون فقط أثار غضبها بشدة، حينها ابتسم هو بمنتهى الأدب للنادل وطلب منه أن يعطيها الشريحة الثالثة والتي كانت في كوبه هو.
والآن ربما تعتقدون أن هذا الشاب يقضي حياته راكضا وراء هذه المرأة وتلبية مطالبها، إنه إنسان لطيف، ولكن قد يكون نوعاً مختلفاً عنها؟
ثم وصل التاكو مع التورتيلا، وانتاب وجه تلك المرأة نظرة يختلط بها الغضب والذعر في آن واحد، فتحت فمها، عندما لمس يديها برقة وثبات أغلقت فمها وابتسمت له كما لو كانا بمفردهما في المكان، وهذا الحب حين تشعر بارتياح نحو شخص ما يعرف من تكون ومن تريد أن تكون.
حب اللبؤة وطفل الغزال:
بدأت القصة الرائعة في محمية سامبورو الوطنية في كينيا حين صادقت أنثى الأسد خمسة من صغار الغزلان أو الظباء، وأدت هذه العلاقة الحانية إلى وفاة اللبؤة لأنها كرست نفسها لحمايتهم من الأسود الأخرى ولم تتركهم أبدا حتى من أجل البحث عن غذاء لنفسها فدفعها هذا الحب إلى الموت من أجل من أحبت.
النسخة البشرية:
ارتبطت تلك المرأة بعلاقة حب مع رجل يتمتع بخفة الظل والذكاء، لكنه خانها، ثم تكررت التجربة مع رجل مرح وذكي وخانها، وبعد ذلك رجل مرح وأصم وخانها، ثم رجل هاديء وطيب، وخانها.. وبذلك كرست حياتها للبحث عن حب ولم تحصل إلا على الخيانة.
حب الدب الآسيوي والقط الأسود:
ما أروع هذه العلاقة بين اثنين من الحيوانات ذوي اللون الأسود اللامع وأذنين مزينتين متشابهتين، كانا دائما معا يذهبان إلى البحث عن الطعام وعند إيجاد الفريسة مثل الفئران أو الفاكهة يتقاسمان الطعام معا، سبحان الخالق العظيم له في خلقه شئون.
النسخة البشرية:
إنهما لم يكونا أختاً وأخيها، ولكن يمكن أن يكونا كذلك في واقع آخر، كان شعره أسود، بشرة سوداء، عيون سوداء وكذلك هي، يتمتع باللياقة البدنية وكذلك هي، يحب التنزه وكذلك تفعل هي، تحب المارجريتا والروايات الروسية وكذلك هو، وعندما كانا يلعبان كرة القدم يؤديان بنفس الطريقة مما أثار تساؤل النقاد إذا كان ما يربطهما الأنا الأعلى، وتساءل الرومانسيون إذا كانا مثالا للحب الكامل، واقترح أحدهم أن السبب يعود إلى الجينات الوراثية المتشابهة بينهما.
رغم كل ذلك علم كل منهما أسرار نجاح الآخر، حب القيلولة في الشمس الذي جمع بينهما في الوقت الذي انشغل الجميع في تحليل أوجه التشابه التي يحتاجها الإنسان للعثور على نصفه الآخر.
كلب المسترد الذهبي وسمكة الكوي:
كان كلب المسترد الذهبي يجلس لوقت طويل بجوار البركة اللامعة ورأسه منحنية نحو المياه الشفافة في انتظار حبه الوحيد وكانت سمكة كبيرة إلى حد ما تسمى الكوي حتى ترفع رأسها له لتقضم أنفه كنوع من المحبة والمداعبة.
النسخة البشرية:
هو في مونتانا، وهي في طوكيو، كانا يتقابلان كل شهرين في سان فرانسيسكو ويتحدثان كل ليلة على سكايب، يرتدي من ماركة ليفي وترتدي حذاء بكعب عالٍ من ماركة جاز وفساتينها مبهرة لامعة، أحبا بعضهما بجنون وعواطف جياشة وكانا يهويان قضم أذنيهما أمام الناس مثلما فعل الكلب الذهبي والسمكة.
حب الغزال لقطة البوب الصغيرة:
بدأت القصة بعد حريق ضخم شب في غابات سانتا باربرا واستطاع فريق الإنقاذ من إنقاذ غزالة وقطة صغيرة ووضعوهما في ملجأ واحد معا وكانا في حالة من الإنهاك الشديد، ومع مرور الوقت نشأت بينهما علاقة من الألفة والتراحم وكأنهما كيان واحد.
النسخة البشرية:
هناك العديد من النسخ البشرية المتشابهة عندما يجمع القدر بين اثنين في ظروف معينة قد تكون حادثة نجا كلاهما منها أو فترة دراسية قضياها معا.. تنشأ خلالها علاقة رومانسية كانت الظروف المتوترة الصعبة هي التربة الخصبة لها حتى يرتبط الاثنان بقوة وبسرعة وتستمر لتصبح قصة حب خالدة.
حب الحمار لكلب المت:
عاش كل من الحمار وكلب المت معا في مزرعة واحدة كأليفين يلهوان معا بجنون، يركل كل منهما الآخر يشربان من نفس الوعاء ويأكلان معا وكأنهما أفراد أسرة أو فصيلة واحدة.
النسخة البشرية:
كان رجلاً حاصلاً على 2 دكتوراه في الديانات القديمة جدا وكانت هي تقيم في المنزل مع ثلاثة أطفال، كان يقضي كل يوم أحد مع الجيران يعطيهم محاضرات عن الطقوس الوثنية الغامضة، يضرب على المائدة إذا حاول أي شخص إثارة نقطة مناقشة ما.
وكانت له نشاطات اجتماعية وخيرية متعددة، في الوقت نفسه كانت محبوبته تبتسم إليه بحب وتتناول طبقاً من بودنج الموز صنعته خصيصا له لأنه يحب الحلوى الخفيفة ذات القوام الكريمي، وكان يتساءل الغرباء عن سر علاقتها به فهم لا يفهمون وكان من بينهم الفتوات والبعض الآخر أناس ودودون.
ربما يكتشفون في وقت لاحق حقيقة الحب الذي جمع بينها وبين هذا المعلم عندما أصابها سرطان المبيض حين ترك وظيفته وتفرغ للعناية بها لمدة عامين رافضا حتى أن تساعده ممرضة في وقوفه بجانب زوجته لتتعافى لقد كانا زوجين.
حب المكاك والحمامة:
علاقة حميمة جدا بين حيوان المكاك من فصيلة القرود والحمامة، هو يملك أصابع بينما تملك هي أجنحة، هو يتشبث بينما هي تطير، كأنهما يكملان بعضهما البعض.. وما أجمل الصورة التي تعبر عن علاقتهما.
الحب بين كلب البيتبول، القط السيامي والفراخ الصغيرة:
وقع كلب البتبول في حب اثنين من المخلوقات من فصائل مختلفة تماما وهي قط سيامي والكتاكيت الصغيرة؛ حيث احتضنهم ذات يوم ولم يتركهم أو يتركوه أبدا بعد ذلك، وربطت بينهم علاقة من الحب والألفة المذهلة.
النسخة البشرية:
رغم أن هناك أسراً تنهار بسبب عدم قدرتها على التواصل معا، فكما استطاعت المواء والعواء والزقزقة أن تتواصل معا يمكننا نحن كبشر أن نتواصل بجمل مثل " أنا آسف" ، " اغفر لي" و " أنا أحبك " فهذه العبارات قادرة على توصيل رسالة حب مع نظرة استكانة وحنان.