تعرف على فوائد النزاع والشجار مع الاخرين !!!!

تعرف على فوائد النزاع والشجار مع الاخرين - رجل يتشاجر مع امرأة يتعارك يتشاكل يتناوش - man fighting woman

عزيزي القاريء هل أنت من الأشخاص اللذين يقال عنهم "روحه في مناخيره"؟ هل تعاني من حساسية العراك؟ الحقيقة أننا عندما يكون الشجار على بعد خطوات منا، نجد بداخلنا صوتين متناقضين أحدهما ينصحنا بتجنبه بسبب ما ينتج عنه من توتر وخوف من العواقب، والصوت الآخر يدفعنا بقوة نحو بدء مشاجرة بغض النظر عن ما سيأتي بعدها.
 
بالطبع الشجار شيء غير مريح بالمرة فبه تعلو الأصوات بنبرات غير مرغوبة، تتعرق الأجساد من الرجفة والتوتر الذي يصيبها، كما تنطق الألسنة بأشياء لم نكن نرغب في قولها ولا نقصدها، وبالتالي نؤذي مشاعر بعضنا البعض والأسوأ من كل ما سبق هو أن علاقتنا بالآخر قد تصل إلى حد التدمير وتنتهي تماما.
 
فلا عجب أن جميعنا يفعل ما بوسعه لتجنب هذا الموقف، لكن إذا نظرنا بعمق في المشكلات التي أدت إلى العراك وركزنا على كيفية أن هذا التصرف استطاع أن يساعدنا في تغيير علاقاتنا وحتى تغيير أنفسنا، سنكتشف أننا لم نفعل شيئاً خطأً إنما على العكس حصلنا على فوائد لم نكن لنحصل عليها بدون العراك أو الشجار.
 
وهنا ملخص لأهم الفوائد التي تعود على الإنسان بعد مشاجرة أو عراك مع شخص ما على شيء أو مشكلة ما، مما يحفزني أن أنصحكم بعدم تجنب هذا التصرف إذا وصل الأمر له، واستمروا في الشجار.
 

النزاع يفتح أعيننا على أفكار جديدة:
عند الصراع مع الآخر تتنقل الأفكار ذهابا وإيابا مما يسمح لشخص آخر بالتوصل إلى الحقيقة التي نحاول التعبير عنها عندما تحتك حقيقتنا بحقيقة من نتصارع معه، وبهذه الطريقة يصبح الصراع تصرفاً إبداعياً فاستخدمه كوسيلة بحث وتنقية لشخصيتك.
 

النزاع فرصة لاتخاذ موقف للحصول على احتياجاتنا:
على سبيل المثال، سوف أتفق معك على فكرة أن "معظم الناس لا يحصلون على ما يريدون لأنهم لا يقولون ما يريدون" وفي هذه الحالة يصبح النزاع فرصة جيدة لتعلم كيف تعبر عن احتياجاتك وتتوصل إليها.
 

بالنزاع نتعلم المرونة:
إذا حدث وتنازعنا أو تصارعنا مع أحد، قد لا يمكن جعل الآخر يتكيف مع ما نرغب وما لدينا من حقائق، إنما سيكون الحل النهائي هو معرفة كيفية التكيف معه ومع حقيقته، وبذلك نحن توصلنا إلى مفهوم المرونة وقمنا بتطبيقه بشكل عملي على أرض الواقع.
 

النزاع يعلمنا الاستماع للآخر:
يتوقف مفتاح أي صراع ناجح على تعلم الاستماع للآخر، ونقصد بذلك الاستماع الحقيقي العميق؛ فيجب جعل هذا الأسلوب سمة إيجابية لا سلبية ويتطلب الاستماع قدرة الشخص على ضبط النفس ويتحقق ذلك من خلال وضع الهدوء والامتناع عن التحدث كأهداف نصب أعيننا حتى ينتهي الشخص الآخر من حديثه.


النزاع يعلمنا أنماط السلوك:
عندما نعلق في نزاع أو صراع ما، سوف نتعلم كيف يفكر الآخرون، الأسلوب الذي يتواصلون به ووجهات نظرهم، فمعرفة هذه الأنماط الأساسية عن الطرف الآخر للنزاع يمدنا بشكل أو مهارة القدرة على التنبؤ ويساعدنا على أن نكون أكثر فاعلية في علاقاتنا معه ومع غيره.
 

النزاع يجعلك تتوصل للحلول:
إذا وصل أمر ما إلى مرحلة التوقف فلم يعد يعمل بأي شكل من الأشكال فلا يكون أمامنا إلا البحث عن علاقات جديدة أو وسائل أخرى حتى نعيد الأشياء إلى مسارها الطبيعي وعملها، ويكون الصراع في هذه الحالة وسيلة من وسائل العصف الذهني الذي يقودنا إلى مزيد من الحلول.
 

النزاع يمدنا بفرصة لممارسة التواصل:
كلما بدأنا نزاعاً ما كلما تحسنت طريقتنا في التواصل، ولا يعني هذا أن تختلق المشكلات والصراعات مع الغير، إنما الهدف عدم الخوف من المشاركة في صراع ما عندما يبدأ من تلقاء نفسه.
 

النزاع فرصة لوضع حدود:
عند وضع الحدود بيننا وبين الآخرين وتجربة ذلك فنحن نتعلم عندها معلومات عظيمة عن أنفسنا ويصبح لدينا القدرة في التواصل معها، لأننا عند الغضب والصراع نكتشف جوانب شخصيتنا وحياتنا التي على الآخر التوقف عندها وعدم اختراقها، ويتم نفس الأمر بالنسبة للشخص الآخر وبذلك يصبح الإنسان شخصاً يعلم حدوده وحدود الآخرين.
 

النزاع يمدنا بفرصة ممارسة التحكم الانفعالي:
لا يجب أن نتعامل مع كل شيء بعاطفية أو انفعالية، وإذا رغبنا في أن يأخذ الطرف الآخر ما نقول أو نفعل على محمل الجد فيجب أن نتعامل نحن أيضا مع المشكلة التي نتنازع بسببها بطريقة جدية، علينا تعلم الحفاظ على الهدوء، وعدم الإفراط في الحديث إنما الاكتفاء بأقل القليل من الكلمات للوصول إلى مبتغانا والبقاء ثابتين في تحديد الطريق الذي نريد أن نسلكه.
 

النزاع يتيح لنا فرصة لتمييز أنفسنا عن الآخرين:
يمكننا تعلم الكثير عن أنفسنا من خلال اختلافاتنا مع الآخرين ومع الحياة بأكملها، وهذا يعرف بالتفاضل أو التمييز وهو قدرتنا على التعبير عن حقيقتنا بوضوح وكما نراها كلما بقينا في حالة من الصراع مع من يختلفون عنا.
 

يوفر لنا فرصة للتمثيل الحقيقي لأنفسنا في العالم:
يمثل التعبير عن حقيقة أنفسنا وسط حالة من عدم التوافق مع الغير أساس الصحة النفسية، فعند التحدث عن ماهيتنا يسمح ذلك بامتصاص كل شيء في الحوار والرد على تلك المعلومات التي تخلق تكيف لدى الطرف الآخر وفي هذه اللحظة أنت نجحت في خلق تغيير إيجابي.
 

رسالة حياتية بسيطة:
تذكر أن الصراع أو النزاع لا يتطلب التوصل إلى اتفاق مع الآخر إنما التكيف معه.