هو حالة لا أعلم من إخترعها ولكني أعلم بأنها غير صحيحة بالمرة !
وأنها استثنائية جداً، و أصحابها قليلون جداً، و أن النصيب هو الذي له النسبة الأكبر من الموضوع .
الحب من أول نظرة مبني على الشكليات، بإعتبار أن النظرة من العين والعين هي التي ترى "الشكل " والشكل هو الذي يحظى على تلك النظرة الأولى !
أو ممكن أن تكون نظرة الحب تلك نتيجة سلوك ما أو ردة فعل متزنة مليئة بالثقة .
شخصياً لا أؤمن بهذا النوع من الحب، واستبعده عن حياتي وذاتي بكل طاقة ممكنة .
فنحن اليوم نعيش في عصر زادت مطلباته كعدد ضربات القلب بل وأكثر، و بات الشريك يبحث في الدرجة الأولى عن شخص مسؤول معتمد عليه وذو شخصية وكفاءة عالية جداً .
نحن هنا لا نبحث عن موظف للعلم، نبحث عن شريك لحياة ممكن أن تستمر إلى 50 سنة فما أكثر أو أحياناً أقل .
أن تبحث عن شريك مناسب يعني أن "تشغل عقلك " وتخفي قلبك ورحمتك في الموضوع.
فأنت لا تبحث عن شريك لدقائق أو أيام ! لا أن تبحث عن عائلة بأكملها.
الحب من النظرة الأولى، ما فائدته وأنت لا تعلم أي شيئ عن الشخص الآخر.
ما فائدته إن كانت طباعك مخالفه تماماً لطباع الشخص الآخر.
ما فائدته إن كانت حتى المبادىء معاكسة كلياً لما يآمن به الطرف الآخر !!
للأسف كثيرون يتسرعون في البوح عن الحب وهم ليس لديهم أدنى معلومة عن الشخص الآخر.
أو معلومات بسيطة بإمكان أيا منا معرفتها عن طريق كبسات في موقع اجتماعي أو عن طريق سؤال أحدا من افراد عائلته.
الحب من النظرة الأولى، وهم عشناه نتيجة الأساطير ونتيجة مسرحيات ويليام شكسبير !
وهم أنصح هنا أن تبتعدوا عنه !!
فغالباً يحدث في هذه العلاقة الناتجة عن حب من نظرة أولى، أن يسعى أحد الطرفين إلى تغيير الطرف الآخر
أو أن يشعره بأنه كائن غريب عجيب لا ينتمي إلى كوكب الأمر.
الأمر هنا فقط مسالة اختلاف والاختلاف لا يعني شيء غريب !
بالعكس الاختلاف في كثير من الأحيان يؤدي إلى التكامل.
ولكن للأسف الحب من النظرة الأولى بعيد كل البعد على التكامل.
لأنه تم بناءه على " الهوى" !
وبالمناسبة، لو تطرقنا للدراسات الحديثة وللزيجات الناجحة لرأينا أن التوافق والتفاهم هو أهم مافي الموضوع لأن الحب سيكون موجود إن كان هناك تفاهم، فتقل المشاكل وتكثر الإبتسامات !
و قد كان من أشهر الذين كتبوا عن الحب وفشلوا في الزواج هم سقراط، جون كالفن والفيلسوف والكاتب الفرنسي دوني ديدرو. شاكرة لعبدالحليم ولأم كلثوم، بل حتى لأفلاطون ولنزار قباني !
شاكرة لما غنوا لما كتبوا لما قالوه.. ولتأثيرهم ..
ولكني أعتذر، فحبكم من النظرة الأولى .. لا يناسبني !