دائما ما كانت كتب الأمهات والاباء الخاصة بتربية الأطفال تتضمن جمل معينة وأسئلة شهيرة صعبة عادة ما يسألها الطفل لوالديه، ولكن هذه الجمل اختفت من على السنة هذا الجيل الذي أصبح يعرف اسماء لاعبي مانشيستر يونايتد أكثر من معرفته لأسماء لاعبي الأهلي، رغم انه منذ سنوات ليست بعيدة كان التخين فينا الذي يعرف أسماء لاعبي غزل المحلة كنا نعتبره بيفهم كورة ومتابع كويس.
احنا جينا ازاي
تفننت كتب التربية في ابتكار إجابات مقنعة للطفل عندما يسأل والديه "احنا جينا ازاي؟" وذلك لمساعدة الأب والأم في الخروج من هذا الموقف المحرج، ولذلك تنوعت الاقتراحات بين "احنا لقيناك على باب جامع" "احنا جبنا وردة وفتحناها ولقيناك جواها" "انت نزلت من السما فجاة زي الملايكة" ومازالت هذه النصائح موجودة ومتداولة في كتب هذه الأيام رغم أن جيل هذه الأيام يعرف الإجابة على هذا السؤال بالصوت والصورة.
ذكرني هذا السؤال بنكتة قالها لي الصديق الكئيب عمرو (ربنا يرحمه لو كان مات او ياخده لو كان لسة عايش) وهي تحكي عن أب قال لابنه "يابني انت كبرت ولازم اكلمك في موضوع حساس شوية .. عايز اكلمك عن الجنس" فالولد رد عليه بكل ثقة "قوي قوي يابابا .. شوف عايز تعرف إيه".
ربما كان سؤال "احنا جينا ازاي" يتردد على ألسنة الأجيال السابقة وصولا إلى الجيل الذي كان يشاهد غرندايزر ثم النيولوك بتاعه متمثلا في مازنجر حينما كانت المزة الوحيدة التي يعرفها الطفل هي افروديت التي لا تمتلك إلا قنبلتين حمضانتين عمرهم ما جابو نتيجة مع الوحوش الذين يصارعونها، وحينما كانت مجلة أخبار النجوم هي أكثر الجرائد الفاضحة الموجودة في السوق، وحينما كان من يشتري مجلة الشبكة اللبنانية يقول لأصحابه "معايا مجلة شكس"، وحينما كان الدش الأوروبي لا يدخل إلا لبيوت أصحاب الملايين، وحينما كان الديسك بيشيل 40 صورة بالعافية قبل أن تظهر السي دي رووم، وحينما كانت أفلام المقاولات هي أكثر الأفلام إباحية، وحينما كان يتم تأجير أفلام السبعينات بتاعة الجيبات الميكرو من محلات محسن فيديو فيلم، وحينما كان فيلم الفيديو الواحد يمر على شباب مصر كلهم لحد ما يتبهدل ويسف 15 مرة وصورته تبقى هباب ولكنه كان يتمتع بمكانة عالية لدى الشباب ويشاهدونه رغم نغبشته وكل عيوبه حتى إذا كان صوت من غير صورة، الآن الوضع تغير والدنيا حلوة واحلى سنين بنعيشها واحنا ياناس مع الإنترنت ووجود 425 مليون صفحة إباحية موجودة حتى عام 2007، بالإضافة لظهور 266 موقعا إباحيا يظهرون كل يوم في 2007، فمن المنطقي ألا يسأل أبناء هذا الجي "احنا جينا ازاي" بل نحن الذين نسأل "العيال دي جت ازاي كدة".
تفننت كتب التربية في ابتكار إجابات مقنعة للطفل عندما يسأل والديه "احنا جينا ازاي؟" وذلك لمساعدة الأب والأم في الخروج من هذا الموقف المحرج، ولذلك تنوعت الاقتراحات بين "احنا لقيناك على باب جامع" "احنا جبنا وردة وفتحناها ولقيناك جواها" "انت نزلت من السما فجاة زي الملايكة" ومازالت هذه النصائح موجودة ومتداولة في كتب هذه الأيام رغم أن جيل هذه الأيام يعرف الإجابة على هذا السؤال بالصوت والصورة.
ذكرني هذا السؤال بنكتة قالها لي الصديق الكئيب عمرو (ربنا يرحمه لو كان مات او ياخده لو كان لسة عايش) وهي تحكي عن أب قال لابنه "يابني انت كبرت ولازم اكلمك في موضوع حساس شوية .. عايز اكلمك عن الجنس" فالولد رد عليه بكل ثقة "قوي قوي يابابا .. شوف عايز تعرف إيه".
ربما كان سؤال "احنا جينا ازاي" يتردد على ألسنة الأجيال السابقة وصولا إلى الجيل الذي كان يشاهد غرندايزر ثم النيولوك بتاعه متمثلا في مازنجر حينما كانت المزة الوحيدة التي يعرفها الطفل هي افروديت التي لا تمتلك إلا قنبلتين حمضانتين عمرهم ما جابو نتيجة مع الوحوش الذين يصارعونها، وحينما كانت مجلة أخبار النجوم هي أكثر الجرائد الفاضحة الموجودة في السوق، وحينما كان من يشتري مجلة الشبكة اللبنانية يقول لأصحابه "معايا مجلة شكس"، وحينما كان الدش الأوروبي لا يدخل إلا لبيوت أصحاب الملايين، وحينما كان الديسك بيشيل 40 صورة بالعافية قبل أن تظهر السي دي رووم، وحينما كانت أفلام المقاولات هي أكثر الأفلام إباحية، وحينما كان يتم تأجير أفلام السبعينات بتاعة الجيبات الميكرو من محلات محسن فيديو فيلم، وحينما كان فيلم الفيديو الواحد يمر على شباب مصر كلهم لحد ما يتبهدل ويسف 15 مرة وصورته تبقى هباب ولكنه كان يتمتع بمكانة عالية لدى الشباب ويشاهدونه رغم نغبشته وكل عيوبه حتى إذا كان صوت من غير صورة، الآن الوضع تغير والدنيا حلوة واحلى سنين بنعيشها واحنا ياناس مع الإنترنت ووجود 425 مليون صفحة إباحية موجودة حتى عام 2007، بالإضافة لظهور 266 موقعا إباحيا يظهرون كل يوم في 2007، فمن المنطقي ألا يسأل أبناء هذا الجي "احنا جينا ازاي" بل نحن الذين نسأل "العيال دي جت ازاي كدة".
عايز حاجة حلوة
بذمتك آخر مرة شفت فيها عيل صغير بيقول "حاجة حلوة" كانت امتى؟ الآن الأطفال يطلبون مولتو ولايز بالمشروم وسنيكرز وهاكونا ماتاتا، لم يعد أحدا منهم يقول "حاجة حلوة" فقد اختفت هذه الكلمة البريئة الجميلة التي كانت تساوي واحد شمعدان أحمر من أبو بريزة أو سامبا بـ 15 قرش، أما الآن فأقل منتج من منتجات الأطفال التي تظهر كل يوم يصل سعره إلى اتنين وتلاتة جنيه.
لقد اندهشت كثيرا حينما سمعت طفلة بريئة في إعلان منذ 3 سنوات تقول "ماما .. عايزة تشيكي دودو" كيف لهذه الفتاة في هذا العمر أن تقول تشيكي دودو، ألهذا الحد تختلف هذه الفتاة عن فتيات الثمانينات اللواتي كنا نعرفهن في الأيام التي كان فيها من يشتري لبان هارتي هو ابن الناس الغني، وحينما كان من يشتري لوليتا كبيرة من أم ريال هو ابن الذوات الذي يحقد عليه الآخرون، بل لا ابالغ إذا قلت لكم أن اللوليتا أم بريزة كان البقال يقسمها بالسكين نصفين ويبيع النصف بشلن، فكان العيل يسعد كثيرا وهو ممسكا بلوليتا بشلن ويغيظ بيها البت فاطمة إللي واقفة في البلكونة وبتحسده، أما الآن فحينما حاولت اتروشن واعزم زملائي في العمل على لوليتا وجدتهم مرحبين على أساس أنها حاجة روشة وهترجعنا لأيام الطفولة، وعندما ذهبت للبقال وأخرجت من الثلاجة 5 لوليتهات بحجم زنجر سوبريم وتختلف عن اللوليتا الصغيرة التي تربيت عليها، وجدت حمادة البقال يقول إن الحساب 10 جنيه، 10 جنيه، عارف عزيزي القارئ 10 جنيه يعني إيه، دي كانت مرتب موظف زمان، وحينما نظرت له نظرة الكفار لمن صبأ بسبب غيظي منه، وجدته ينظر لي نظرة أهل الأرض لكائن نازل من المريخ بسبب تعجبه من اندهاشي، ولكنني في النهاية دفعت الحساب ورضيت بشراء لوليتا باتنين جنيه الواحدة، وكنت أفكر في ان أقول له يقسمهم بالسكين واشتري 5 أنصاص بخمسة جنيه، ولكنني خشيت أن يرد عليا بطريقة إبراهيم حسن لجمهور المغرب، ففضلت الاحتفاظ على ما تبقى من احترامه لي، ودفعت الفلوس ورحلت.
بذمتك آخر مرة شفت فيها عيل صغير بيقول "حاجة حلوة" كانت امتى؟ الآن الأطفال يطلبون مولتو ولايز بالمشروم وسنيكرز وهاكونا ماتاتا، لم يعد أحدا منهم يقول "حاجة حلوة" فقد اختفت هذه الكلمة البريئة الجميلة التي كانت تساوي واحد شمعدان أحمر من أبو بريزة أو سامبا بـ 15 قرش، أما الآن فأقل منتج من منتجات الأطفال التي تظهر كل يوم يصل سعره إلى اتنين وتلاتة جنيه.
لقد اندهشت كثيرا حينما سمعت طفلة بريئة في إعلان منذ 3 سنوات تقول "ماما .. عايزة تشيكي دودو" كيف لهذه الفتاة في هذا العمر أن تقول تشيكي دودو، ألهذا الحد تختلف هذه الفتاة عن فتيات الثمانينات اللواتي كنا نعرفهن في الأيام التي كان فيها من يشتري لبان هارتي هو ابن الناس الغني، وحينما كان من يشتري لوليتا كبيرة من أم ريال هو ابن الذوات الذي يحقد عليه الآخرون، بل لا ابالغ إذا قلت لكم أن اللوليتا أم بريزة كان البقال يقسمها بالسكين نصفين ويبيع النصف بشلن، فكان العيل يسعد كثيرا وهو ممسكا بلوليتا بشلن ويغيظ بيها البت فاطمة إللي واقفة في البلكونة وبتحسده، أما الآن فحينما حاولت اتروشن واعزم زملائي في العمل على لوليتا وجدتهم مرحبين على أساس أنها حاجة روشة وهترجعنا لأيام الطفولة، وعندما ذهبت للبقال وأخرجت من الثلاجة 5 لوليتهات بحجم زنجر سوبريم وتختلف عن اللوليتا الصغيرة التي تربيت عليها، وجدت حمادة البقال يقول إن الحساب 10 جنيه، 10 جنيه، عارف عزيزي القارئ 10 جنيه يعني إيه، دي كانت مرتب موظف زمان، وحينما نظرت له نظرة الكفار لمن صبأ بسبب غيظي منه، وجدته ينظر لي نظرة أهل الأرض لكائن نازل من المريخ بسبب تعجبه من اندهاشي، ولكنني في النهاية دفعت الحساب ورضيت بشراء لوليتا باتنين جنيه الواحدة، وكنت أفكر في ان أقول له يقسمهم بالسكين واشتري 5 أنصاص بخمسة جنيه، ولكنني خشيت أن يرد عليا بطريقة إبراهيم حسن لجمهور المغرب، ففضلت الاحتفاظ على ما تبقى من احترامه لي، ودفعت الفلوس ورحلت.
عايز عجلةحوارات شباب الثمانينات وبداية التسعينات كانت كلها تدور حول العجلة، فمن يملك عجلة من ابو الجوخ هو الثري ابن الثري، ومن يملك عجلة أم كذا ترس من ورا، فكنا نعتبره اوناسيس العالم العربي، وكان كل طالب يتمنى النجاح أملا في شراء العجلة، وكل أب يريد أن يفعل ابنه أي شيء فيقول له "لو عملت كدة هجيبلك عجلة" فكان الطفل ممكن يجيب 95 % في الإعدادية أملا في العجلة الموعودة.
أما الآن فقد تغيرت اهتمامات الأطفال، وقد قمت بالمرور مصادفة من أمام محل فيديو جيم في أحد مولات مصر الشهيرة ووجدت الأطفال متمسمرين في الكراسي وكانهم لا يتحركون ولا يستطيعون بذل أي نشاط، وكل واحد فيهم عامل انه بيسوق عربية أو طيارة في لعبة تجهد العينين وتفقد التركيز وليس بها أي استفادة بدنية أو عقلية.
وأصبح كل طفل الآن يكتفي باللعب بسبيدر مان وباتمان وكوماندوز ورد إلرت لتختفي العجلة والسبعاوية وتيك ع العالي والبلي بأنواعه المثلث والترونجيلة.
أما الآن فقد تغيرت اهتمامات الأطفال، وقد قمت بالمرور مصادفة من أمام محل فيديو جيم في أحد مولات مصر الشهيرة ووجدت الأطفال متمسمرين في الكراسي وكانهم لا يتحركون ولا يستطيعون بذل أي نشاط، وكل واحد فيهم عامل انه بيسوق عربية أو طيارة في لعبة تجهد العينين وتفقد التركيز وليس بها أي استفادة بدنية أو عقلية.
وأصبح كل طفل الآن يكتفي باللعب بسبيدر مان وباتمان وكوماندوز ورد إلرت لتختفي العجلة والسبعاوية وتيك ع العالي والبلي بأنواعه المثلث والترونجيلة.