ماذا يريد الرجل من شريكة حياته؟

ماذا يريد الرجل من شريكة حياته


ان دافع الرجل الى الزواج يختلف الى حد كبير عن دافع المرأة ، رغم ما تهدف اليه الحياة الزوجية فى النهاية من معنى واحد وهو الاستقرار والهناء .

* حياة مستقرة : المرأة عندما تتزوج تبدأ فى خوض حياتها الحقيقية التى ظلت تسعى لها بشكل أو بأخر ، منذ أن أحست بكيانها كأنثى .. هذه الحياة التى تبدأ حين يصبح لها رجل ترعاه، وبيت تدير أموره وأطفال تحتضنهم .

أما الزواج عند الرجل ، فيعنى فى المقام الاول تحقيق حياة هادئة مستقرة تساعده على النجاح فى العمل وبناء مستقبله وتحقيق طموحاته ، وهذا الفارق يفرض على الزوج بعض القيود ويجعله احيانا يتوق لآيام العزوبية حيث اصبح بعد الزواج ملتزما بتخصيص يوم او يومين من جدوله الاسبوعى للخروج مع الاسرة .. وأصبح مضطرا لتبادل الزيارات وهو يقوم عادة بمثل هذه الامور لا لشيء سوى انها من واجبات الحياة الزوجية .

* حياة جنسية مرضية : اغلب الرجال ان لم يكن كلهم يسعون للزواج لتحقيق حياة جنسية مرضية .. فالبحث المستمر عن شريك للحياة الجنسية – والذى يتحمله العزاب – شيىء مثير للضجر ، ومحطم للاعصاب وكفيل بأن يعطلهم عن تحقيق طموحاتهم ونجاحهم فى العمل .

أما المرأة فلا تسعى للزواج لمجرد الجنس بقدر ماتسعى للانجاب والامومة .

* هدف للحياة : الرجل يسعى للزواج لانه فى الحقيقة يسعى لايجاد هدف لحياته .. فالنجاح فى العمل والحصول على الاموال وتحقيق الشهرة اشياء قد لا يشعر الرجل بقيمتها بدون زوجة واطفال يشاركونه هذا المجد ويحفزونه على تحقيق المزيد ، ؟

وتحقيق هذا الهدف لا يكتمل بدون الاطفال ، فان كانت مشاعر الامومة تبدو اعمق من مشاعر الابوة ، الا ان الامر قد يتساوى حين يرى الرجل اطفاله يلعبون حوله ويكبرون امام عينيه ويتحملون عنه بعض المسئوليات وامور العمل . لذا فان الرجل الذى ليس له اطفال هو رجل غير مكتمل .. فالاطفال هم الاستمرار لذاته .. والتناسل هو سنة الحياة ، بل انه هو الحياة نفسها

* أليف يرعاه : واخيرا فان الرجل يسعى للزواج لآجل وجود الأليف الذى يملآ عليه حياته ، ويخفف عنه وحدته ويعينه على المرض والهرم مع انقضاء السنين .

- كيف تساعدين زوجك على العيش .. وتدفعينه للنجاح ؟

ما يحتاجه الرجل من شريكة حياته : لو سالتينى عن دور المراة فى حياة الرجل ، لقلت لكى : ان بامكان المرأة ان تجعل من زوجها رجلا عظيما فى الشان يشيد الناس بذكره وفضائله ، وبامكانها كذلك ان تحط من قدره وتضعف من شانه بين الناس . ونجاح الزوج وتفوقه لا يتحقق الا اذا اندمجت شخصية الزوجة مع شخصية زوجها وصارت لهما اهداف واحدة وأمال مشتركة يسعيان لتحقيقها ، فان المرأة طالما رضيت برجل معين ليكون زوجا لها صار لزاما عليها ان تقف الى جانبه ، تسانده وتعينه على العيش والنجاح .

وقد تتساءل المرأة : ألست اصبح بذلك تابعة لزوجى ، لا شخصية لى قائمة بذاتها ؟

والاجابة : كلا ، فان نجاح الزوج هو نجاح للزوجة كذلك .. ولا ينتقص من قدرها ان يكون مجدها وشهرتها مستمدين من نجاح زوجها ، فلاشك ان لها نصيبا لا يستهان به من ذلك النجاح . والحقيقة انه مامن رجل يمكن ان يرقى الى ارفع المناصب الا كان لزوجته نصيب فعال فيما حققه . وان المطالع لسير العظماء ليستلفت نظره اهتمام هؤلاء العظماء باظهار فضل زوجاتهم عليهم حتى ليقول بعضهم : انه مدين بكل شيىء لزوجته بعد توفيق الله سبحانه وتعالى .

- الزمالة الزوجية : اذا كان للحب دور كبير فى الاحساس بالسعادة الزوجية فان دور المراة فى مشاركتها لزوجها اهدافه واماله ، ودفعه على الطريق النجاح يخلق نوعا من العلاقة ارسخ قدما من الحب واطول عمرا .. هذه العلاقة التى يمكن ان نسميها ” بالزمالة الزوجية ” والتى تجعل الرجل ينظر الى شريكة حياته كعنصر فى الحياة لاغنى عنه .. وتأكدى ياسيدتى ان الزوجة التى لا يشعر الرجل بأنها عنصر لاغنى عنه فى حياته ، هى فى الحقيقة زوجة فاشلة.

* دوافع الرجل وتقدير الزوجة لها : حذار ان تجرحى كرامة زوجك .

ان حياة أغلب الرجال بسيطة وواضحة . فالرجل – بفطرته – يسعى عادة الى حاجتين اساسيتين بالنسبة له هما : الزوجة والعمل – وعادة ماتكون الزوجة هى همه الاول والعمل فى المرتبة الثانية .

وأغل الرجال خلال السنوات الاولى من حياتهم الزوجية يعطون اعمالهم اشد اهتمام ، ويكرسون له حيزا كبيرا من الوقت . . وهم فى ذلك يسعون جاهدين الى تحقيق الاستقرار المادي للأسرة والنظرة الامنة الى المستقبل ، والزوجة تجاه ذلك قد لا تستطيع ان تتملك قلب زوجها تماما الا اذا شاركته اماله وتطلعاته وتغلغلت فى دنيا العمل التى يطلب فيه رزقه .

والزوج فى اغلب الاحيان لا يسعى لجمع الثروة لمنفعته الخاصة وانما يفعل ذلك لتوفير وسائل الراحة والطمأنينة لزوجته وأولاده والعمل على سد احتياجاتهم وتحقيق مستوى افضل لمعيشة الاسرة .

والرجل يقوده فى ذلك دافع قوى هو : اثبات قدرته على تحمل مسئولية افراد اسرته وسد احتياجاتهم او هو فى الحقيقة دافع الكرامة التى يغار عليها كل الرجال … فليس فى حياة الرجل شىء ينغص مزاجه ، كحدوث ما يهدد تلك الكرامة . فنجد ان اكثر الازواج يشعرون بسعادة بالغة وهو يباهون امام زوجاتهم بما نالوه من اسباب النجاح والرخاء . بينما لا نجد من يسر الى زوجته ان مرتبه او دخله قد هبط عن مستواه السابق .

ويجب على الزوجة ان تقدر هذه النزعة التى يتصف بها اغلب الرجال مهما ساءت الظروف ، فبعض الزوجات قد يظهرن سخطا او ضجرا اذا تبين لهن ان تجارة الزوج خاسرة ، او ان اسهمه فى العمل كاسدة ..فذلك يشعر الرجل بالعجز وعدم القدرة على تحمل المسئولية مما يجرحه فى كرامته كرجل .

وبعض الزوجات قد يلجأن فى مثل هذه الظروف الى الاشفاق على الزوج ، او ربما تظهر الزوجة الاشفاق على حالها شخصيا وتشكو للزوج سؤ حظها . ونادرا ما يحتمل اى رجل ان يضع نفسه فى مثل هذا الموقف ، فهو يسعى فى اغلب الاحوال الى طرق باب واخر لانقاذ ما يمكن انقاذه كما انه ادرى بعمله من الزوجة ، ولن يترك امامه فرصة الا وسعى اليها .

وهناك امر اخر ينبغى ان تتجنبه الزوجة ، وهو اللجوء الى الاساليب الخسيسة الى تتخذها بعض الزوجات اداة للتجريح فتلقى على مسامعه من وقت لاخر عبارات لاذعة تستفزه .. مثال ذلك – ان تذكر له فى شماته – ان جارهم فلان قد اشترى سيارة من طراز كذا …. أو ان زوج اختها قد اشترى لها منزلا انيقا لقضاء فترة الصيف .. وغير ذلك من الاقوال اللاذعة التى تجرح كرامة الزوج ” المسكين ” وتستفزه بدون داع .. فأى رجل – كما سبق وقيل ، لن يدع امامه بابا للرزق الا وطرقه ، ليبقى معتزا بنفسه وكرامته وبقدرته كرجل على تحمل المسئولية .

- خففى من المطالبة بالنقود :

كما يبقى على الزوجة الا تطالب زوجها بأن يشترى لها مالا طاقة له به واعلمى ايتها الزوجة ان الرجل بطبعه يتجنب القول ان ماليته لا تسمح له بذلك ، لآن اعترافه بالعجز قد يكون هو الخنجر الذى يطعن به كرامته وكبرياؤه .وتكون النتيجة عادة اسواء اذا ما كابر الزوج واجاب زوجته الى طلبها رغم سوء الاحوال ، حيث ان ذلك غالبا ما يجعله يمقتها – ولو سرا – ان لم يكن علنا .. فان فازت الزوجة فى هذه الحالة بما ارادته فانها بلاشك ستخسر مقابل ذلك ماهو اثمن من السيارة او الفراء او الثوب الذى تطلبه ، فستخسر بلا شك شيئا من عاطفة الزوج نحوها ومحبته لها .

- اشياء اخرى يحتاجها الرجل : حقا ان مضى الرجل على طريق النجاح والقيام بدوره فى تحقيق الاستقرار والهناء للاسرة ليس امرا سهلا بدون زوجة تحس بمشاعر زوجها وتهيىء له حياة هادئة مستقرة تساعده على مواصلة العمل والنجاح . فالزوج يريد ان يكون جو البيت هادئا ومريحا حتى يتسنى له ان يستريح فيه بعد عناء العمل .. وهو يريد ان يكون الحديث على المائدة لطيفا لينا ممزوجا بالفكاهة وخاليا من الضجر والشكوى .. وان يكون النشاط الاجتماعى فى المنزل وخارجه محدودا ، لا يحمله اكثر مما يطيق .. فللزيارات حدود وللضيافة حدود ولدواعى التسلية والترفيه حدود . هذه بعض الامور التى يريدها كل رجل من زوجته لتعينه على المعيشة وتدفعه الى طريق النجاح .

واخيرا اقول : ان قيمة المرأة فى الحياة قيمة بالغة الاهمية .. وما من شك ان وراء كل عظيم امرأة .

المصدر : ك.د. ايمن الحسيني