أضحت البدانة مشكلة صحية كبيرة في المجتمعات الحديثة، ولمواجهة هذه المشكلة والتصدي لها يجب وضع برنامج فعال لفقدان الوزن، يمزج بين التغذية الجيدة وممارسة الرياضة، كما يمكن للعلاج النفسي أن يحل مشاكل الإفراط في تناول الطعام ويساعد على تخفيف الوزن.
إن نجاح برنامج فقدان الوزن يتطلب مجموعة من الحلول لمعالجة كل المشاكل الجسدية والنفسية للسمنة، فعلاج السمنة بمتابعة نظام غذائي صارم فقط لن يعالج السلوك الذي يجعل البدين يرغب بشكل متواصل في الأكل، لكن إذا قمنا بإخضاع البدين لنظام غذائي صحي من شأنه تعزيز مستويات ثقته بنفسه بدل انخفاضها، قد يساعدنا على التغلب على مشكلة الشره عبر العلاج النفسي.
في بعض الأحيان قد يكون انخفاض درجة احترام الذات عاملا يساهم في تحويل شخص سليم إلى إنسان بدين، بحيث يعيش هذا الشخص في حلقة مفرغة، وإذا كان الحال كذلك، فمن المهم تحديد الأسباب النفسية لمشكلة البدانة، والعمل على تحسين ثقة المرء بنفسه ورؤيته للحياة بشكل عام.
بعض الناس ينهجون تدابير جذرية في حياتهم إلى حدود الخضوع لعمليات جراحية بغرض إنقاص الوزن، مما يجعلهم يتأثرون ذهنيا ويتحملون ضغطا نفسيا رهيبا أمام فكرة الحصول على جسد جديد، إلا أن الجسم قد يرفض كل هذه الإجراءات العنيفة المتخذة ضده.
إن العمليات الجراحية الخاصة بذوي الوزن الزائد تتطلب إعدادا نفسيا كثيفا قبل إجرائها، فالشعور بالجوع قد يأتي بسبب نظام غذائي جد مُقيد تم وصفه ضمن برنامج لخفض الوزن، مما يؤدي إلى خلل وظيفي في العادات الغذائية.
إن تناول الطعام بشراهة قد يكون وسيلة لتعامل المرء مع حالات التوتر التي يعيشها، فيصير رهينا لعدم انتظام أوقات تناول الطعام لديه، هنا يتدخل العلاج النفسي لمساعدة البدين على إنشاء روتين زمني لتناول وجبات الطعام، سيكون بلا شك جد مفيد لبرنامج فقدان الوزن الخاص به.
إن المبادئ الأساسية لبرنامج فقدان الوزن التي يضعها الأطباء النفسيون في المقام الأول هي:
مساعدة المريض على ضبطه لنفسه ومراقبته لكمية الغذاء الممكن له تناولها.
مساعدته على تحديد أهداف واقعية لفقدان الوزن لديه.
فتح عينيه أمام علامات تشير إلى الرغبة في تناول الطعام خارج النظام الغذائي المتبع، مثل الجلوس أمام التلفاز والبحث عن أي شيء يؤكل.
في الختام، يمكن أن نقول بأن العلاج النفسي للسمنة قد ثبتت مساعدته الفعالة فيما يخص الجوانب السلوكية والنفسية لكامل برنامج فقدان الوزن.