قرحة المعدة عبارة عن جرح مفتوح بحجم نصف سنتمتر، ينتج عن تمزق بسيط للبطانة السطحية الحامية للمعدة أَو للاثنى عشري. هذا التمزق تكون نتيجته الملامسة الكثيفة للأنسجة الداخلية لبطانة المعدة، وللإثنى عشري لعصارة المعدة، المحتوية على الأحماض.
ومع أنه في معظم الحالات لا تتجاوز قرحة المعدة النصف سنتمتر كما قلنا، غير أنها تعرض المصاب بها للآلام الشديدة عند مرور الأحماض المَعدية عليها.
أعراض قرحة المعدة:
شعور المريض بالغثيان، مع فقدان للشهية وما ينتج عن ذلك من نقص واضح للوزن.
الشعور بآلام مفاجئة ليلا قد تسبب باستيقاظ المريض.
استمرار هذه الآلام لمدة تتراوح ما بين بضع دقائق وبضع ساعات.
يشعر المريض بقرحة المعدة أيضا ببعض الألم بين الوجبات الغذائية الأساسية، أي حين تكون معدته فارغة.
آلام قرحة المعدة يمكن تخفيفها بعد تناول قليل من الأكل، أو بعد أخذ بعض الأدوية المخفضة لنسب الحموضة.
هذه الآلام تكون مركزة في المنطقة العلوية للبطن عند أسفل القفص الصدري.
أسباب الإصابة بقرحة المعدة:
كان يعتقد فيما مضى أن السبب الرئيسي للقرحة المعدية يعود أساسا إلى فرط التوتر العصبي والقلق والاكتئاب والضغط النفسي، لكن الأبحاث الطبية الحديثة أظهرت أن الإصابة بقرحة المعدة لها مسببين أساسيين:
أولا:
إصابة المريض ببكتيريا المعدة الحلزونية، فأغلب المرضى إن لم نقل كلهم يعود السبب الرئيسي لإصابتهم بالقرحة المعدية، نمو وتكاثر هذه البكتيريا في الطبقة المخاطية من بطانة المعدة، لأن هذه البكتيريا تتمتع بخاصية التعايش مع الحمض المعدي، إذ تفرز أنزيمات خاصة بها تقيها منه.
ويمكن اعتبار بكتيريا المعدة الحلزونية عاملا رئيسا لعودة الإصابة بالقرحة المعدية، خصوصا إن لم يقم المريض بمعالجتها بواسطة المضادات الحيوية الملائمة.
ثانيا:
تناول بعض الأدوية المضادة لمختلف أنواع الالتهابات التي تصيب جسم الإنسان كالتهاب المفاصل مثلا، وبعض المهدئات للآلام مثل الأسبرين.
هذه الأدوية لها خاصية تضعف قدرة نسيج الأمعاء على الالتئام مجددا، مما يزيد من التهاب البطانة المعدية، بل قد يصل الالتهاب إلى المعي الدقيق.
ويمكن تفادي كل مضاعفات هذه الأدوية وتغييرها بعقاقير تكون رحيمة ببطانة الجهاز الهضمي كالبراسيتامول باعتباره أهم مكون مسكن للألم ومخفض للحرارة.
أما إن كان ولا بُد من أخذ هذه الأدوية المضادة للالتهابات، فمن المستحسن أن تؤخذ وسط الوجبة الغذائية أو بعدها، أي على معدة ممتلئة.
من نافلة القول أيضا أن من الأسباب الرئيسية الأخرى للإصابة بقرحة المعدة يبقى التدخين كأكبر تهديد للمعدة، إذ يعمل على إنتاج وإفراز وتركيز الحمض المعدي، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالقرحة، أو يؤخر التعافي منها خلال مرحلة العلاج.
أما المشروبات الكحولية فتسبب بلا أدنى شك نوعا من الهيجان على جدار المعدة فيتآكل ثم يصاب هذا الجدار بالتقرحات المؤلمة.
طرق الوقاية من قرحة المعدة:
الابتعاد كليا عن التدخين، بل حتى عن التدخين السلبي.
الانتباه للأدوية الموصوفة، وخاصة المسكنات، لأنها قد تزيد من مخاطر حدوث تقرحات معدية.
المحاولة ما أمكن التخفيف من الوزن، فهو يساعد على تخفيف بعض أعراض القرحة.
أخذ كل الحذر من نوعية الأكل، فالمشروبات الغازية والقهوة والدهون وحتى الشوكولاته، كلها مأكولات تهيج القرحة وتؤخر التعافي منها.
لتكن الوجبات اليومية خمسا أو ستا خفيفة بدلا عن ثلاث دسمة، مع الامتناع عن الأكل في وقت متأخر قبل النوم.
النشاط البدني مهم جدا، لكن لا يستحسن القيام به بعد الأكل فورا.
الابتعاد عن كل ما قد يسبب التوتر والقلق والمشاعر السلبية.