علاقة التحصيل الدراسي بالتغذية علاقة وثيقة فكلما كان النظام الغذائي متوازن وصحي كلما زاد معدلات الفهم والاستيعاب والتركيز, ورغم هذه الحقيقة العلمية إلا أن هناك كثيرون ليس لديهم وعيا كافيا بها حيث أثبتت دراسة مصرية أن85% من الطلبة في مراحل تعليمية مختلفة يتناولون غذاءا غير صحي مما يؤثر بشكل سلبي علي نشاطهم الذهني ويسبب ضعف في تحصيلهم الدراسي.
وقد أجريت دراسة علي مجموعة من تلاميذ المدارس الخاصة وقد شملت50 تلميذا من الصف الخامس الإبتدائي و70 تلميذا من الصف الثاني الإعدادي و30 تلميذا من الصف الأول الثانوي وكان الهدف منها كما يقول الدكتور يسر كاظم الأستاذ المساعد بقسم التغذية بالمركز القومي للبحوث استبيان العادات الغذائية المختلفة في هذه الفئة من المجتمع وعلاقتها بالتحصيل الدراسي والحالة الصحية وزيادة الوزن, وقد تم عمل فحص إكلينيكي شامل وأخذ القياسات الأنثروبومترية وعملا استبيان لتقييم التحصيل الدراسي والعادات الغذائية والاجتماعية المرتبطة بالغذاء لكل التلاميذ المشاركين في البحث. وقد توصل بنتائج البحث إلي أن معظم التلاميذ لا يتناولون وجبة الإفطار ولا يأخذون كميات كافية من الخضراوات والفاكهة واللبن والخبز الأسمر, كما تبين أن85% من الطلبة يتناولون طعامهم في أثناء مشاهدة التليفزيون وهي عادة خاطئة تؤدي للإفراط في كميات الطعام, كما وجد أن هؤلاء الطلبة يتاولون وجبات غذائية غير صحية تعتمد علي تناول المقرمشات والسكريات والمياه الغذائية, وقد أظهرت الدراسة أن40% من طلبة العينة يعانون من ارتفاع معدلات السمنة خاصة بين البنين في المرحلة الثانوية, كما تميزت البنات علي البنين في الالتزام بعادات غذائية أفضل ويصاحب ذلك تميز في تحصيلهن الدراسي عن البنين.
ويشير الدكتور يسر كاظم إلي وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين العادات الغذائية للطلبة والتحصيل الدراسي والسمنة وكذلك الحالة الصحية لديهم, كما أكد أن الطلبة المعتمدين علي عادات غذائية غير صحية كانوا يعانون في معظم الاوقات من مجموعة أعراض مرضية من أهمها الدوخة وصعوبة التنفس مع شحوب في لون البشرة وضعف في التركيز والانتباه, كما وجد أن هؤلاء الطلبة لا يأخذون قسطا وافرا من النوم وساعات نومهم قليلة بالنسبة لمراحلهم العمرية, واوصي الباحث بضرورة عمل برامج للتوعية بالعادات الغذائية الصحية والاجتماعية لهذه المراحل العمرية والتي تؤثر بشكل كبير علي نشاطهم الذهني والصحي.