مساوىء دخول الفتيات عالم تشجيع كرة القدم !!!!!

مساوىء دخول الفتيات عالم تشجيع كرة القدم -  cheerleader


الانتماء والروح الجديدة وحب مصر وكلام كبير كدة، بدأ يقال عند دخول الفتيات عالم تشجيع كرة القدم وخاصة بعد بطولة الأمم الأفريقية، وكأننا لم نكن نحب مصر ولم نكن ننتمي لها ونحن الذين شجعنا المنتخب أيام ستاد القاهرة القديم بمدرجاته الأسمنتية وسندوتشات اللانشون الحامض والجبنة المفرولة قبل أن يدخل ماكدونالدز والتابعي الاستاد لهذه الجماهير موديل 2006 والتي كنا نجلس بينها أيضا.
ليس حديثنا الآن عن من تحدثوا عن روعة الاستاد في نهائي أمم افريقيا، وكأن الاستاد عام 1986 كان خاليا وقت أن فزنا بالأمم الأفريقية أيضا، ولكننا سنتحدث عن المساوئ التي جناها الرجل وجنتها الكرة المصرية بسبب دخول العنصر النسائي عصر التشجيع في الاستاد.

الازدحام الشديد
بالطبع الازدحام طول عمره موجود، وربما يأتي أحد ويسأل مستنكرا "يعني هم الستات إللي عملوا الزحمة في الاستاد؟" سنقول له بالقطع نعم هم السبب، فالبنت لن تذهب الاستاد وحدها بل ستأتي بشلة صديقاتها معها وإذا كان الجمهور قديما أقصى شلة تلاقيها 4 أو 5 اصحاب وجدنا أن كل شلة تضم فتيات بعد الأمم الأفريقية لا تقل عن 10 أو 15 فرد، فالفتاة أيضا التي تصطحب كل شلتها البنانيت معها بالطبع لن يأتين وحدهن في هذا المعترك بل كل واحدة هتجيب معاها صديقها أو شلة الأولاد بتاعتهم ليصل عدد كل مجموعة تذهب إلى الاستاد إلى عدد مهول.
نفس الشخص الذي دائما يسأل مستنكرا يقول "يعني هم الكام واحد الزيادة دول هم إللي عملوا الزحمة؟" نقول له نعم فهؤلاء معظمهم لم يكن يذهب إلى الاستاد إذا دخلت فئات جديدة عصر الذهاب إلى الاستاد ولا نقول عصر التشجيع، ومعظمهم لا يفهم في كرة القدم ولولا البنات ما دخل أحدهم إلى الاستاد وكان سيكتفي بالفرجة على الماتشات على الكافيهات، فالفتيات دخلن عالم التشجيع ومعهن عدد مهول من الشباب الروش طحن الذي ليس له علاقة بكرة القدم وإذا لم تذهب شلة البنات إلى الاستاد فلن يذهبوا هم أيضا لأن الموضوع يعتبر موضة وخروجة وفسحة أكثر من كونه تشجيعا، طبعا الفرح والمرح والشياكة أشياء مطلوبة ولكن التشجيع أيضا مطلوب ولكنه اختفى وهو ما سنعرضه تفصيلا فيما بعد.
هذه الحالة من دخول من ليس لهم علاقة بكرة القدم سوى علاقتهم بالبنات الذاهبات إلى الاستاد، ولم يذهب هذا الشباب الروش إلى الاستاد مطلقا قبل دخول الفتيات إليه، خلقت حالة سعار نحو شراء التذاكر فهي خروجة روشة وتستمر لساعات ولوقت متأخر أحيانا مما جعل مشجعي كرة القدم الأصليين يندهشون ويضربون كفا على كف من هذه الظاهرة التي أضرت بهم.

ارتفاع أسعار التذاكر
سبب منطقي للنقطة السابقة أن ترتفع اسعار التذاكر بعد الازدحام الشديد ودخول فئات الشعب فوق المتوسطة إلى عالم التشجيع في مدرجات الدرجة الثانية والثالثة حيث هؤلاء لم يذهبوا إلى الاستاد من قبل وحتى إذا ذهبوا فقد كانوا يحجزون في الدرجة الأولى فقط، أما الآن وبعد دخول هذه الفئات فوق المتوسطة تم ارتفاع سعر التذاكر في الدرجة الثانية والثالثة ووصلت الأسعار لأرقام خيالية ولا أنسى حينما كنت مع زميلتي في منطقة وسط البلد وعرض علينا أحد الباعة في شارع الألفي تذكرة درجة ثالثة لإحدى المباريات بـ 200 جنيه رغم أن سعرها 25 جنيها وهنا لم استطع الرد عليه مطلقا احتراما لصديقتي وكتمت صوتي الخارج من أعماقي لأن هذا الموقف لا يصلح فيه الكلام بل الصوت.
وهنا سرحت بخاطري وتذكرت جمهور بورسعيد الوفي حين هتف "لأ يا سيد لأ.. لأ ملكش حق" عندما رفع سيد متولي رئيس النادي سعر تذاكر الدرجة الثالثة من 3 جنيهات إلى 5 جنيهات، ثم استجاب لهتافات الجماهير الغاضبة وأعاد الأسعار مرة أخرى – آل 200 جنيه آل ياخي خليني ساكت-.

انهيار التشجيع
سنتحدث سويا في حقائق، في مباراة الأهلي والزمالك التي فاز فيها الزمالك 3/1 بقيادة حسام حسن وقبل انتهاء المباراة هتفت جماهير الأهلي "زمالك يا حتة اوعى تنسى الستة" وفي مباراة الزمالك والأهلي الأخيرة التي فاز فيها الزمالك 2/0 هتفت جماهير الزمالك بعد المباراة مباشرة "افتح الشباك واقفل البلكونة .. اتنين زمالك اربعة برشلونة" هل وصلك المعنى الذي أريده؟ قبل أن تنتهي المباراة تظهر الهتافات والشعارات ويؤلفها عتاولة التشجيع في كل المناسبات ولكل الأحداث بل لكل مباراة على حدى، ولكن هل تصدق يا عزيزي أنه طوال بطولة الأمم الأفريقية الأطول والأشهر والأكثر ازدحاما لم يظهر فيها هتاف واحد محترم ولم يكن موجودا سوى هذا الهتاف الحمضان "دب .. دب دب .. دب .. مصر" "دب .. دب دب .. دب .. مصر" بالذمة ده هتاف، وإذا قادك حظك العثر إلى أن تستمع لأحد البرامج على الإذاعة قبل المباراة والذي سمعته وأنا في طريقي إلى الاستاد وكان يضم مسابقة لأفضل هتاف فكانت تأتي الهتافات على شاكلة "الكاس عندنا .. مين ادنا " أو "احنا ولاد النيل هنكسب كل الفرق" "أو "المصريين مستعدين .. وبالكاس مهتمين" بالطبع هتافات تثير القرف وكأننا في حفلة عيد الأم في المدرسة، وهذا طبعا بسبب دخول الهواة في عالم التشجيع وفرض أنفسهم على المدرجات وعلى الإعلام الذي لم يجد سواهم، وراحت أيام "الوداع يازمالك يا فريق البوابين" و "الأهلي هو هو .. فاضحنا برة وجوة".

موات الدرجة الثالثة
ربما يظهر بعض التشابه بين عنوان هذه الفقرة وعنوان الفقرة السابقة فبالتأكيد موات كرة القدم هو هو المقصود به انهيار التشجيع، ولكن الفارق أن الدرجة الثالثة ظلت قديما محتفظة بأصولها وقيمها التي لا تتغير حتى بعد تحول بعض الأغنياء من الدرجة الأولى إلى الثانية، لتظل الدرجة الثالثة عذراء لم يسمها أحدا بكلمة طيبة أو مدح أو إعجاب بهتافاتها والتزامها، ولكنها تحولت للأسف لمدرجات تثير الإعجاب والإشادة بل والمستحيل نفسه تحقق عندما دخلت الفتيات هذه الدرجة التي كان الرجال يخافون على أنفسهم فيها قديما، وكانت تشهد خلافات وضرب وشتيمة وسرقة لا يتصورها أحد.
جلست مضطرا لظروف خاصة في مدرجات الدرجة الثالثة في مباراة مصر والكونغو في دور الثمانية لبطولة الأمم الأوروبية وقد كانت واحشاني منذ أن اصيب صديقي تامر بطوبة وانغرس سيخ حديد في رجل صديقي محمود عندما ذهبنا إلى تشجيع الزمالك أمام الوداد المغربي في كاس السوبر عام 2002، المهم جلست وكل هذه الذكريات المقرفة الجميلة في مخيلتي إلى أن شممت عطرا يفوح من المدرج، والدرجة الثالثة تحديدا يمكن أن تتخيل أن يدخلها مترو الأنفاق ولكن استحالة كان يدخلها رائحة ذكية وجميلة بل ومن فتاة، لكن ما علينا بدأت المباراة دون أي حماس ولا تشجيع سوى "دب .. دب دب .. دب .. مصر" إلى أن ضاعت فرصة لمنتخبنا فوقف الجميع وانتظرت أن ترتفع الأصابع كما كانت قديما بل صعبت عليا الفتيات من فظاعة الشتيمة بالأم التي ستقال الآن من الغلمان الصغار ثم فجأة هدأ المشهد وكأن شيئا لم يحدث ثم وجدت فتاة تصرخ خلفي قائلة "Loser " وهذه كانت بمثابة تأكيد تام على موات الدرجة الثالثة لدرجة أن أفظع كلمة تقال فيها هي كلمة "لوزر".
نعم أتوقع الآن أن يسأل هذا الشخص المستنكر دائما "وهل الأدب والاحترام أشياء تضر بالكرة؟" وهنا نقل أيضا نعم أحيانا تضر، فإذا كان أحمد حسام وسط جماهير كرة قدم حقيقية لما كان شخط في حسن شحاتة واعترض على تغييره في مباراة السنغال ولكنه قام بالتمثيل مستغلا حب الفتيات له لا لكرة القدم فهو بيعمل شو وبيمثل مثلما هن يشجعن بطريقة "ميدو ده عسل وبموت فيه" أو "خسارة إن ميدو بيلعب مع الناس دي.. ميدو (مفرود) يحترف في منتخب انجلاند ويلعب جنب بيكهام القمر" فالجمهور الحقيقي كان سيقول له "يا ميدو ارفع ايدك .. شحاتة هو سيدك" وحتى إذا كان الجمهور الحقيقي غاضبا من حسن شحاتة لكان قال له "شيلوا شحاتة وحطوا خروف .. يمكن يعمل بالمعروف" ولكن لا هذا حدث ولا ذاك حدث بل كان المشهد مملا مستفزا وميدو بيمثل ويعترض بينما كل فتاة حاطة إيديها على بقها ومذعورة من خروج العسولة ميدو ونزول عمرو زكي إللي شكله مش أمور.
وهنا تذكرت جمهور الأهلي حين كانت تمر كلاب الحراسة في الاستاد كان يشير إليهم قائلا "شي حا .. الزمالك اهوه" "ليرد جمهور الزمالك "أنا أنا أقوله .. (.. .. ) الأهلي كله" ليثار الجمهور الأحمر قائلا "اقعدوا مؤدبين .. يا ولاد (.........) ، فأين الافيهات والمداعبات والتشجيع الحقيقي من جمهور حقيقي فاهم كورة مش نازل خارج مع بنات وبيتفسح وكأنه مقضيها في كافيه بمنيمم تشارج بنفس تمن تذكرة المباراة، والدليل كم التهريج والضحك والكلام الذي كان يحدث أثناء المبارة وكأن لا شيء يحدث وكأن الانفعال غير موجود على عكس التركيز والكلام في الكورة ووضع الخطط التي كان يضعها جمهور الدرجة الثالثة الحقيقي القديم، فهل بعد الهتاف الشهير التاريخي "هيلة هيلة وهيلة هيلة هووو .. الزمالك (.. ...)" وهو الهتاف الذي اكرهه لأنني زملكاوي ولكنني أحترمه كمشجع يحترم الهتاف الذي يظل علامة مميزة لكل العصور، هل بعد هذا الهتاف نجد الدرجة الثالثة تقول "Loser " !!.