شخصيات وفئات من المجتمع فشلت الدراما فى التعامل معها !!!!


شخصيات وفئات من المجتمع فشلت الدراما فى التعامل معها - سينما - cinema


للدراما اسطمبات ثابتة لا تتغير عند التعامل مع بعض الشخصيات، فالشرير دائما مكشر - رغم أن نشرات الأخبار تمتلئ دائما باشرار ضاحكين -، كما أن أغنياء الماضي يضعون اصبع الابهام تحت صديري البدلة ويرفعون باقي الأصابع لأعلى ويقولون "يا اكسلانس"، وهكذا هو حال الدراما بالنسبة للمعلمين والجزارين والقهوجية، فكل فئة من هذه الفئات كلامها في الدراما محفوظ ومكرر ولا يوجد سيناريست خرج عنه – طب بذمتك عمرك قعدت على قهوة ولقيت القهوجي بيقول كلمة "وصلحه" ؟ - أكيد لأ طبعا .. ورغم ذلك نجد القهوجي مازال في مسلسلاتنا يقول "وعندك واحد شاي وصلحه" .. وتعد الفئات التالية من أكثر الذين تعرضوا لفشل الدراما في التعامل معهم


زعيم العصابة
احقاقا للحق نعترف بأن زعيم العصابة له اسطامبتين واحدة بتاعة أيام أنور وجدي حينما كان زعيم العصابة لازم يكون قاعد في مكان تحت الأرض والناس تنزله بسلمتين تلاتة، ولازم يكون ماسك المسدس في ايده دائما، ولازم يكون عنده مزة لازقاله في كل مشهد، وأحيانا بيكون التليفون موجود داخل الزير وطبعا كل زعيم عصابة لازم يضرب الرجالة بتوعوا بالقلم على وشهم ضربات عشوائية مع موسيقى تصويرية "كوش كوش كوش" رغم أن صوت ضرب الوجه على الطبيعة ليس بهذه المبالغة.

الاسطامبة الثانية والأخيرة هي الرجل الذي يرتدي نظارة سوداء، ويشرب السيجار، وطبعا قاعد دايما في الجنينة بتاعة الفيلا، وعنده بجانب المزة فيه 4 بودي جارد واقفين على مقربة منه والكاميرا كل ما تتحرك تجيب واحد فيهم وهم واقفين من على بعد، وإذا كان المخرج متأثرا بالإخراج المسرحي فقد يسلط على وجه البطل اثناء الحديث بعض الإضاءة الحمراء التي توحي بالشر ثم يجعله يقول مثلا "سعد الدالي عايز راسك بأي تمن" أو "الولد ده مش لازم يفلت من ادينا" وما إلى ذلك من جمل حمضانة حفظناها جيدا.

ولكن الواقع يقول أن زعيم العصابة غير كدة تماما، فهو في الواقع قد يكون مسئولا كبيرا وبيضحك وبيفرفش وبيسافر مارينا ومقضيها صفقات ورشوة من تحت الترابيزة، وحتى لو كان بيتاجر في السلاح، فالوضع ليس بهذه الصورة المخيفة التي تجعله يجيب 10 بودي جارد يحطهم حواليه في الفيلا وكلهم قاعدين باصينله في المزة إللي قاعدة معاه.


العاهرة
ألف باء دعارة على الشاشة أن يأتي المخرج بالممثلة ويجعلها تقف على عمود نور وتلف السلسلة على صباع ايديها وتشرب سجاير وتنفخ الدخان لفوق، ثم عندما يمر الزبون المراد نجدها مالت عليه قائلة بدلع "تسمح تولعلي؟"، وهنا يقتنع المخرج أنه اقنعنا بأن هذه الفتاة هي فتاة ليل، رغم أن فتيات الليل لا يفعلن مثل هذه الحركات التي تسيئ إلى سمعتهن وتقدم صورة مشوهة عن مهنتهن العريقة، وكي تتأكد بنفسك من فشل الدراما في المعالجة الدرامية لفتيات الليل انزل الشارع الشهير المعروف بمقر هؤلاء واتحداك أن تجد واحدة واقفة ساندة على عمود نور، فالدعارة الآن محمية داخل كافيهات وشقق وفنادق معروفة، بينما فقد عمود النور مكانته.


بنت الحتة
لم يعد من المنطقي أن نجد الشاب الحمش بتاع الحتة يتشاجر مع الميكانيكي أو العجلاتي أو الجزار الذي يعاكس بنت الحتة ام ملاية لف ويريد أن يتزوجها بعد وفاة ابيها، فهذه الصورة النمطية الحمضانة اختفت من حوارينا ربما بسبب اختفاء الحواري والشوارع الشعبية نفسها وتحولها إلى علب سردين وكل واحد بيقول يالا نفسي، أو ربما بسبب انعدام النخوة، أو ربما بسبب كثرة المشكلات أصبح الشباب لا يقومون بهذا الدور في حماية بنات حتتهم، او ربما لأن بنت الحتة في هذا الزمن الأغبر قد تقول للشاب المتعلم إللي لسة بياخد مصروفه حين يتشاجر مع الجزار "جرى ايه ياواد انت .. انت هتعمل فيها وصي عليا .. المعلم كمبورة الجزار مقالش حاجة غلط عشان تتخانق معاه".

أسباب كثيرة جعلت الكل يقول "انت في حالك وانا في حالي" ولا توجد اي علاقات حميمية بين الأسر الشعبية اللهم إذا حدث اجتماع ثنائي هام بين الشاب والفتاة فوق السطوح لمناقشة "تطورات الأوضاع الفرنسية"، أما غير ذلك فلا توجد زيارات ولا سؤال عن الجار ولا خدي عاشورة يا ست ام ابراهيم، اتفضلي كحك يا ست ام رانيا، ولم يعد هناك وجود للشاب المثالي الذي يحمل كتبه تحت دراعه ويصعد السلم وحينما يجد نرجس ابنة صاحبة البيت تنظف امام شقتها كان يغض البصر ويكشر ويطلع على السطوح جري.

فالشاب الآن يقول لصديقه "تعالى تعالى يا ابو حميد النهاردة يوم الاربع يا زميلي .. ونرجس هتطلع تنشر الغسيل دلوقتي"، فهذا هو الواقع وليس كما تصوره لنا الدراما بصورة مثالية طفولية عن علاقة الشاب بابنة حتته، بقى بالذمة انت تصدق الدراما لما تيجي نرجس وتقول لحسين "شكرا يا حسين انك انقذتني من كمبورة الجزار .. خد البسبوسة دي انا عملتهالك بإيدي" ثم يقول لها حسين وهو مرتبك ومش باصصلها "لا العفو انا معملتش حاجة وسيبيني اكمل مذاكرتي بقى" بالطبع صورة غير منطقية، ازاي يعني يسيبها ويخش يذاكر .. امال هو دافع عنها ليه .. مش عشان يظبط معاها برضه.. وبالذمة دي لو كانت وحشة كان هيعبرها؟ .. ده مش بعيد لو هي مجاتش قالتله شكرا كان هو راحلها وقالها "ايه يا جميل .. ايه رأيك في اللي انا عملته في كمبورة؟".


الأجنبيات
لا اعرف لماذا أعجبت الست الأجنبية بأحمد زكي حين كان يمسح السفينة في فيلم النمر الأسود وهو عاري الصدر، ولم تُعجب الست الأجنبية بصديقي الذي كان عاري الصدر أيضا وعمال يوريها عضلاته وشعر صدره ولكنها نظرت له باحتقار، رغم أن صديقي لا يقل عن أحمد زكي في شيء، ولكن يبدو أن العيب لا في الست الأجنبية ولا في الراجل المصري، ولكن في الدراما المصرية التي اوهمتنا اننا يوم ما ننزل اوروبا البنات هتقطع بعض علينا باعتبار اننا ايجبشن هِاي هِاي هِاي.

هذه الصورة المغلوطة للمرأة الأجنبية جعلت معظم السائحات يتعجبن كثيرا من الشباب الذين يأتون إليهن ويقولون بكل بجاحة " I want to …. You" وهنا تعتقد الأجنبية أننا شعب إباحي أو شبابنا بايظ او ان هذا هو اسلوبنا في الحياة، ولا تعلم السائحة الأجنبية اننا شعب محترم جدا ولا يمكن أن يقول الشاب هذه الجملة لواحدة ماشية في الشارع وربما لا يقولها لمراته، ولكن العيب كل العيب على الدراما التي قدمت كل واحدة اجنبية باعتبارها مش عايزة من الدنيا غير راجل مصري يسترها، حيث تنبهر به وتنهار أول ما تشوفه وكأنها شافت فيلم اباحي وتنظر له نظرات اغراء وهو دائما يكون غلبان ومش فاهم ويقولها "اختشي يا ولية .. مش كدة يا ولية" رغم أن الواقع اثبت انتهاء اسطورة الفراعنة والمسلات الطويلة حيث دخلنا عصر الفياجرا والسيالس والفيجا، فماذا تنتظر الأجنبية من شاب يأكل أكل مسرطن ويشرب مياه غير نظيفة ويتنفس هواء ملوثا وكمان فوق كل دول بيعاني من اكتئاب وقرف وكبت وحزن وضياع، واحد زي ده هيتبصله ليه .. ده لو عرف حتى يخش الحمام بعد كل ده يبقى كويس.