مهن تمنت المرأة ان يعمل بها زوجها فى الماضى..وتكرهها الان !!!!

مهن تمنت المرأة ان يعمل بها زوجها فى الماضى..وتكرهها الان - حبيبان متخاصمان


التطور التاريخي للمهنة التي تتمناها المرأة لزوجها تعبر عن التحولات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع في ثقافته وتقاليده بل وظروفه السياسية أيضا، ولذلك تعالوا نحاول معا أن نرصد سويا المهن كانت تتمناها المرأة في الماضي وتحلم بأن يكون شريكها المنتظر أحد أفراد هذه المهنة، أما الآن فهذه المهن فقدت بريقها، وهي:

المحامي
في بداية القرن الماضي أي أيام مصطفى كامل ومحمد فريد وأحمد لطفي السيد كان للمحامي شأنا في المجتمع المصري يختلف عن وضعه الآن تماما، فقد كان المحامي هو الأعلى صوتا والأكثر شهرة والشخصية التي تتفاخر بها العائلات الكبيرة، ولذلك كانت المرأة تتمنى هذا الرجل بل نادرا ما يتحقق حلمها نظرا لأن هذا المحامي بالتأكيد لن ينظر إلى فتاة من الشعب الكادح ولكن غالبا ما يتزوج من الطبقة الثرية أو على الأقل الطبقة المتعلمة المتوسطة.انظر الآن لأوضاع المحامين، بصراحة ولكن دون سخرية أو تجريح ودون التعميم أيضا، شعوب تتخرج كل عام في كلية الحقوق، العمل في غير مجال المحاماة الذي لا يستوعب المزيد من المحامين رغم ازدياد الحرامية في البلد، اقتراض مبالغ مالية من الأهل كي يدفع اشتراك النقابة عند تخرجه، التدريب مجانا عن أحد المحامين وربما الحصول على بدل انتقال بعد مرور فترة على التدريب، التوسل من الحكومة كي تزيد من الامتيازات التي يحصل عليها المحام من النقابة، وفي النهاية لا شغل ولا فلوس وتأخر سن الزواج رغم أن مظهره الذي يكون عليه وهو مرتديا جاكيت البدلة الكارو الأصفر في الأسود على بنطلون كحلي وهو ممسكا بشنطة سوداء توحي بالأهمية، هذا المظهر لا يعبر مطلقا عن معاناة المحامين في مصر، ونحن نؤكد اننا لا نعمم ولكن نشرح حال أعداد غير قليلة.

الخوجة
هذا الرجل الذي كان يسمى "الخوجة" اي المدرس، بدأ صيته يعلو في البلاد مع اهتمام الانجليز بالتعليم في مصر لإخراج موظفين يعملون في دواوين الحكومة، ولذلك زاد الاهتمام بالتعليم في ظل حالة من الفقر والاستعمار مما كان وجود الخوجة أمر صعب للغاية بل كان عارا على الأسر مثلما قال سي السيد لابنه كمال في ثلاثية نجيب محفوظ.
كان الخوجة مرتبط بوظيفة ثابتة ويقبض منها بشكل منتظم على عكس العمل في التجارة غير المضمونة كما أن احترام الطلبة له وأولياء الأمور له كان يكسبه هيبة ووقار وسط المجتمع، والآن لا يحتاج حال المدرسين إلى شرح فهذه المهنة التي كانت تسحر الفتيات قديما ربما تثير سخريتهن الآن بعد وقوف المدرسين في مظاهرات من أجل "كادر خاص" وبعد التلميذ الذي يضرب مدرسه بدون عقاب، والمدرس الذي يهمل في مهنته ويركز في الدروس الخصوصية، وأعداد المدرسين المهولة التي لا تستوعبها المدارس وإن استوعبتها أعطت لهم 200 جنيه شهريا.

موظف الحكومة
دخلت البلاد في توترات سياسية وعسكرية في فترة الأربعينات وبداية الخمسينات ولذلك كان موظف الحكومة هو الأعلى شأنا بين الجميع لما يتمتع به من نفوذ وراتب ثابت في بلد أصبحت تعشق الروتين وتسير عليه ليبدأ عصر اختفاء عمالقة الشعر والأدب والصالونات الثقافية ليبدأ عهم عمالقة الرقص وقلة الأدب وصالونات الحلاقة.هذا الموظف الذي كان يسحر الفتيات بطربوشه وقعدته على المقهى يتحدث عن الملك فاروق، أو يسحر الفتيات ببدلته وشعاراته السياسية وقعدته على القهوة برضه يتحدث عن جمال عبد الناصر، انظر إلى حاله الآن والصحف تطلق عليه معدوم الدخل قليل الحيلة مرتشي روتيني مهضوم الحقوق إلى جانب قائمة طويلة من الصفات، ولذلك فإذا تقدم أحد لخطبة فتاة معتمدا على أنه موظف حكومة بعقد مؤقت بمية وعشرين جنيه عليه أن يحسن الاختيار وينتظر معجزة موافقتها خاصة إذا لم يكن الزواج عن حب.

ضابط الجيش
جاء جمال عبد الناصر وبدأ الحكم العسكري للبلاد، الجيش في معارك في بورسعيد، الجيش رايح يتحالف مع سوريا، اليمن بتحارب نقوم احنا كمان داخلين نحارب معاها بالمرة، وهكذا اصبح الجيش هو المحرك الرئيسي وحامي البلاد وحامي الرئيس وباعث الثورة وباني النهضة شلولخ واصبح ضباط الجيش هم الأسياد.شقق مجانا، امتيازات بلا حدود، كل لعيب كورة يدخل جون يبقى عقيد أو عميد، إلى أن انتهت فترة الستينات والسبعينات ليتحول حال ضباط الجيش إلى النقيض، صحيح الامتيازات موجودة وعرامات المرور لا تدفع، والعسكري يحمي اللواء ويخدم أسرته بالمرة، وأندية الضباط منطورة في كل حتة، إلا أن ضباط الشرطة هم الآن الأعلى شأنا في البلد وقلت هيبة ضابط الجيش الذي لا دخل له سوى مرتبه، واصبحنا نلتقي بكل الرتب حتى رتبة عقيد يقف في المترو وينتظر المايكروباص في الموقف وتعبان وحران وحالتة تصعب على الناس الواقفين بجانبه رغم أنني طوال عشرتي مع المترو وعلاقتي الوطيدة به وصولاتي التاريخية معه لم ألمح رتبة رائد شرطة يركب المترو، حيث اكبر رتبة شفتها كانت نقيب وكانت في مرات نادرة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، فالمترو لا تركبه رتب شرطة أكبر من ذلك فهو مقصور على الملازمين الأول والثاني فقط، أما ضباط الجيش فتمتد حتى رتبة عقيد.

الصنايعي
جاء عصر الانفتاح والفهلوة والاستيراد والحشيش الرخيص والبلد كلها عاملة دماغ من "كبيرها" وصغيرها وأفلام المقاولات وانعدام الذوق العام والسفر للبلاد النفطية ليفتح المجال أمام صنايعية "كسيبة" بيجيبوا الفلوس من الهوا ولهم فرص عمل في دول عربية غنية وناشئة تحتاج لهم، ولذلك كان الصنايعي يتزوج بسرعة ولا ترفضه الفتاة بل تحلم برجل "كسيب" وفهلوي وراجع من دولة عربية أو مسافر لها.أما الآن فالصنايعية سمعتهم لم تعد مثل الماضي، فالمهن ضمت كثير من الصنايعية غير المهرة بل اصبح في كل حي 20 سباك و30 مبيض محارة و50 بتاع سيراميك، واللقمة اصبحت تتقسم على عدد أكبر، والناس نفسها معهاش فلوس عشان تدفع للصنايعي، ولذلك تحول هذا الرجل من حلم فتيات السبعينات إلى على باب الله الآن.
ملحوظة : ربما تتساءل عزيزي القارئ وما هي المهن التي تفضلها فتاة اليوم في شريك المستقبل؟ سأقول لك استمع إلى مقولة الفتيات الشهيرة بعد انتها الدراسة الجامعية "بص يا احمد أول ما تلاقي شغل تعالى اخطبني" أو "آه لو الاقي شغلانة عشان اروح اخطب غادة" والجملتين تعبران عن أن وجود الوظيفة أساسا – أي وظيفة – أصبح هو الحلم أو الطموح في ظل انتشار البطالة.